من المهم معرفة تأثير السيلينيوم على جسمك، إذ يُعد معدن موجود بصورة طبيعية في بعض الاطعمة أو في المكملات الغذائية، ويحتاجه الجسم بكميات بسيطة، ومع ذلك يلعب دورًا هامًا في الجسم؛ إذ يحتوي على مضادات الاكسدة.

وحين نتكلم عن ماذا يفعل السيلينيوم بالجسم يجب التطرق إلى دوره في الغدة الدرقية، ودور البروتينات السيلينية، وهذا ما سنبحر فيه بشيء من التفصيل في السطور الآتية.

يجب الرجوع لجدول الكميات الموصى بتناولها وجدول الحد الأقصى، لتجنب الإفراط في تناول السيلينيوم وحدوث مضاعفات خطرة.

ما تأثير السيلينيوم على جسمك؟

ما أكثر استخدامات السيلينيوم! فهو يدخل في تكوين بعض الأنزيمات والبروتينات التي تسمّى البروتينات السيلينية، أي البروتينات التي يدخل السيلينيوم في تكوينها مع الأحماض الأمينية الداخلة في تركيبها، وتساعد تلك البروتينات على الحفاظ على الحمض النووي، وتحمي الخلايا من التلف بسبب الجذور الحرة أو العدوى.

ولا يقتصر  تأثير السيلينيوم على جسمك ولا فوائد السيلينيوم للجسم عند هذا، بل يؤدي دورًا مهمًّا عن طريق البروتينات السيلينية، التي تؤدي دورًا في التكاثر والتمثيل الغذائي لهرمونات الغدة الدّرقية؛ لذا يتوفّر السيلينيوم بأعلى تركيزاته في الغدة الدرقية، ومن بعدها يتخزّن في العضلات، ويساعد الحفاظ على مستويات السيلينيوم في الجسم في تحسُّن المناعة، وتقليل أعراض الربو، وتحسين خصوبة الرِّجال.

هل السيلينيوم ينقص الوزن؟

أثبتت دراسة أُجريت على 37 شخصًا يعانون من البدانة أنّ تناول مكمل غذائي يحتوي على السيلينيوم ساعد على خسارة الوزن بعد 12 أسبوعًا من استخدامه، مقارنةً بعدم استخدامه، ولكن ما زال هناك حاجةٌ لمزيدٍ من الدِّراسات؛ إذ أجريت هذه الدِّراسة على عددٍ قليلٍ من الأشخاص.

هل السيلينيوم يساعد على النوم؟

تبيَّن أنّ نقص السيلينيوم يؤدي إلى صعوباتٍ في النّوم، وقد أظهرت حالة محلّ الدِّراسة أنّ مكمّلات السيلينيوم قد تفيد في حالات اضطرابات النوم، ولا زلنا بحاجةٍ لمزيدٍ من الأبحاث لتأكيد هذا الدور.

ما هي فوائد السيلينيوم للنساء؟

يساعد الحفاظ على كمياتٍ مناسبةٍ من السيلينيوم بالجسم لدى النساء خاصّة، في تجنُّب مشكلات الغدَّة الدرقيّة، إذ وجدت الدِّراسات أنَّ النِّساء اللاتي يعانين من نقص السيلينيوم، قد يعانين من مشكلات الغدة الدرقية، لكن ما زلنا بحاجةٍ لمزيدٍ من البحث لفهم تأثير السيلينيوم في الغدة الدرقية.

والآن بعدما تعرّفنا إلى اهمية السيلينيوم للجسم دعونا نتطرّق إلى مخاطر نقصه.

مخاطر نقص السيلينيوم في الجسم

عند الحديث عن تأثير السيلينيوم على جسمك قد يتسبب نقص السيلينيوم في الإصابة ببعض الامراض، مثل:

•  نوعٌ من امراض القلب يسمى داء كيشان.
• الاصابة بالعقم لدى الرجال.
• نوعٌ من التهاب المفاصل يسمى داء كاشين بيك الذي يسبّب ألمًا وتورُّمًا، وفقدان الحركة في المفاصل.

تقترح بعض الدِّراسات أنَّ الأشخاص الذين يتناولون السيلينيوم بكمياتٍ قليلةٍ، هم أكثر عرضةً للإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل: سرطان القولون، والمستقيم، والبروستاتا، والرئة، والجلد، والمثانة، والمريء، والمعدة. ولكن هل تقي مكمّلات السيلينيوم من كلِّ تلك السرطانات؟ هذا ما لم تثبته الأبحاثُ بعد، ويحتاج مزيدًا من البحث والدِّراسة. كذلك لم تؤكّد الدِّراساتُ بعد أنَّ الأشخاص الذين يتناولون السيلينيوم بكمياتٍ قليلةٍ هم أكثر عرضةً للإصابة بامراض القلب من غيرهم، فما زلنا بحاجةٍ لمزيدٍ من البحث في العلاقة بين السيلينيوم وصحة القلب والاوعية الدموية.

وتقترح بعض الدِّراسات أنَّ نقص السيلينيوم في الجسم مع تطور العمر، قد يصاحبه تدهورٌ بالأداء الذهني، ولكن هناك حاجة لمزيدٍ من الأبحاث لنعرف إذا كانت المكمّلات الغذائية الغنية بالسيلينيوم تقاوم هذا التدهور أم لا.

لقد وجدنا سؤالًا يطرحه البعض يدور حول كيف اعرف ان عندي نقص في السيلينيوم؟

يمكنك التعرف على نقص السيلينيوم في الجسم من خلال الشُّعور ببعض الأعراض، مثل:

• التشوش العقلي.
• الشُّعور بالإرهاق.
• الغثيان والقيء.
• الصُّداع.
• نوبات الصَّرع.
• الغيبوبة.

المجموعة العرضة للمخاطر

هناك بعض الأشخاص هم أكثر عرضةً لنقص السيلينيوم من غيرهم، مثل: 

1. مرضى الايدز.
2. المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى.
3. الأشخاص الذين يأكلون الاطعمة المحلية فقط المزروعة في التربة منخفضة السيلينيوم.
4. مرضى الفينيل كيتون يوريا.

مصادر السيلينيوم في الطَّعام

يتوفّر السيلينيوم في عددٍ من الاطعمة، ويتوفّر في النباتات بكمياتٍ تختلف باختلاف كميته في التربة التي ينمو بها النّبات، ويتوفّر كذلك في الحيوانات بكمياتٍ تختلف باختلاف كميته في الطَّعام الذي يأكله الحيوان، فعلى سبيل المثال إليك مصادر السيلينيوم:

• المأكولات البحريّة.
• الاطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم والدّواجن والديك الرومي والبيض.
•  منتجات الألبان.
• الخبز والحبوب ومنتجاتها.
• البقوليات.
• بذور عبّاد الشّمس.
• الخضروات، مثل: البروكلي، والكرنب، والثوم، والبصل.
• التمر

يجدر بالذكر أنّ استخدام ١٠٠ جرام من التمر، قد يوفّر ١٥% من احتياجات الإنسان من السيلينيوم.

كمية السيلينيوم المُوصى بتناولها 

تختلف كميات السيلينيوم التي يحتاجها كلٌّ منّا باختلاف أعمارنا، وإليك كميّات السيلينيوم المُوصى بها في النظام الغذائي:

متى يجب تناول السيلينيوم؟

يعتمد أفضل وقت لتناول السيلينيوم على جسم الشّخص؛ إذ تظهر أفضل كميات للسيلينيوم في الجسم في الصَّباح، وفي الليل، ولتحسين امتصاص السيلينيوم يُفضَّل تناوله مع الوجبات.

أضرار السيلينيوم للجسم

قد يتسبَّب الإفراط في تناول الاطعمة أو المكمّلات الغنية بالسيلينيوم بكمياتٍ كبيرةٍ، أو لفتراتٍ طويلةٍ في حدوث بعض المضاعفات، مثل: 

• الإسهال.
• القيء.
• رائحة نفس كريهة تشبه رائحة الثوم.
• الطفح الجلدي.
• ضعف الشعر والأظافر أو فقدانهم.
• الطَّعم المعدني بالفم.
• تغيُّر لون الأسنان.
• مشكلات بالجهاز العصبي.

وقد وجدت الدِّراسات أنّ تناول 200 ميكرو جرام يوميًا من السيلينيوم لمدّة 7 سنوات قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السُّكر من النوع الثاني. وربّما تتسبّب زيادة السيلينيوم في الجسم بكمياتٍ كبيرةٍ في حدوث صعوبةٍ في التنفُّس ورعشةٍ وفشلٍ كلوي، أو أزماتٍ قلبيةٍ، وفشلٍ بالقلب.

ولتجنُّب الإفراط في تناول السيلينيوم، والوقاية من أضراره، إليكم جدولًا يوضِّح الحدَّ الأقصى لكميَّات السيلينيوم التي يمكن تناولها بأمان:

ووجب التنويه أنّه قد تحدث بعض التفاعلات بين السيلينيوم وبعض الأدوية، وخاصّة دواء علاج السرطان الذي يسمّى سيسبلاتين (Cisplatin)؛ إذ يتسبَّب هذا الدَّواء في تقليل مستويات السيلينيوم. كما يتفاعل السيلينيوم مع الأدوية المخفضة للكوليسترول وأقراص منع الحمل، وأدوية السيولة، والكورتيزونات، وأدوية الباربتيورات، وحمض الفالبرويك (Valproic acid)، ودواء كلوزابين (Clozapine)؛ لذا يجب التحدُّث إلى الطبيب، أو الصيدلي قبل تناول المكمّلات الغذائيّة، مع إخباره بجميع الأدوية التي نتناولها.

افضل انواع السيلينيوم وأسعارها

تختلف أسعار المكمِّلات الغذائيَّة الغنية بالسيلينيوم وفقًا لمكوناتها، وتركيز السيلينيوم بها، وكذلك الشّركة المصنِّعة، ويمكن القول: إنَّ سيلينوميثيونين هو أفضل أشكال السيلينيوم من ناحية الامتصاص، لكن يجب استشارة الطبيب لتحديد أفضل منتجٍ بتركيزاته. 

ختامًا، ما أقوى تأثير السيلينيوم على جسمك! فبالرغم من حاجتنا له بكمياتٍ بسيطةٍ لا تتجاوز عددًا من الميكرو جرامات، وبالرغم من أهميته القصوى، فإنَّه يجب الحذر، وعدم الإفراط في تناوله؛ لكي لا تحدث مضاعفاتٌ أو تسمُّمٌ يؤثِّر في صحتنا.