التمر والكيتو دايت!! إحدى الكلمات الرنانة في الأعوام الماضية الَّتي أشغلت الكثيرين، وخرجت عن المألوف في الأنظمة الغذائية، وقلبت معادلة استهلاك الدهون وأحدثت ضجة إعلامية، مما جعلها تحتل حيزًا مهمًا في عالم التغذية والرشاقة.

ما هو الكيتو دايت؟ وهل القليل من السكر يخرج من الكيتو؟ وهل يمكن اكل التمر في الكيتو دايت؟ وهل التمر والكيتو دايت ينقص الوزن؟ إذا كنتَ مهتمًا بمعرفة ذلك وأكثر، تابع المقال.

وصف النظام:

مع ازدياد تفشي السمنة في مختلف أنحاء العالم؛ والَّتي تُعد أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالأمراض المزمنة: كأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري، تعددت الحميات الغذائية الَّتي تُساعد في نقصان الوزن، ولعلَّ حمية الكيتو من أكثر الحميات صخبًا في الآونة الأخيرة.

أثار هذا النظام فضول الكثير ممن فشلوا في فقدان أوزانهم بالطرق التقليدية والصعبة، لذا نعرض لكم في السطور القادمة كل ما هو متعلق بنظام الكيتو دايت: وصف النظام، وما يجب علينا تناوله، وما يجب الابتعاد عنه للوصول إلى الهدف المرجو من النظام.

نظام الكيتو دايت: هو نظام غذائي له مكانته في الطب كنظام علاجي للصرع، له فعالية جيدة في فقدان الوزن وتحسين ضغط الدم ونسبة السكر في الدم والدهون وحساسية الأنسولين من خلال الحالة الكيتوزية الَّتي يدخل الجسم فيها عند اتباع حمية الكيتو.

نظام الكيتو دايت: هو نظام يعتمد بشكل أساسي على الدهون كمصدر للطاقة، من خلال خفض كمية الكربوهيدرات الَّتي يتم تناولها، والتركيز على الدهون وكمية معتدلة من البروتين، حيث تنقسم المغذيات إلى حوالي ٦٠٪ إلى ٧٥ ٪ دهون، ١٥٪ إلى ٣٠٪  بروتين، ٥ ٪ إلى ١٠٪ كربوهيدرات. وبذلك فإنَّ الكربوهيدرات تصل إلى ٢٠ إلى ٥٠  جرامًا في نظام غذائي ٢٠٠٠ سعرة حرارية في اليوم.

ما هي الحالة الكيتوزية؟ وماهي مؤشرات وفحوصات الوصول إليها؟

الحالة الكيتوزية:هي حالة استقلابية يدخلها الجسم عند انخفاض استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير، مما يُقلل من إمداد الجسم بسكر الجلوكوز وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، فيتجه الجسم لاستخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، فيتم تكسيرها في الكبد، وينتج عن ذلك الكيتونات الَّتي تُمد الجسم بالطاقة بدلاً من الجلوكوز.

وأيضًا هناك فحوصات واختبارات من شأنها تحديد دخول الجسم في الحالة الكيتوزية عن طريق قياس كمية الكيتونات الَّتي يُنتجها الجسم مثل:

• فحص الدم
• فحص البول
• فحص التنفس

هدف النظام:

نظام الكيتو دايت نظام غذائي ظهر منذ عام ١٩٢١م لعلاج حالات الصرع، في الآونة الأخيرة شاع استخدامه كحمية لفقدان الوزن، وتحسين العديد من عوامل الخطر القلبية الوعائية.

وأفادت عدة تجارب ودراسات تمَّ إثباتها وتسجيلها في مجموعة أبقراط بأنَّ له فوائد مماثلة للصيام وتمَّ اعتباره معيارًا ذهبيًا في تحسين التمثيل الغذائي، ومن التحسينات الصحية الَّتي تُضاف لمتبعي حمية الكيتو:

• علاج الأمراض العصبية مثل الصرع وباركنسون.
• فقدان الوزن والسيطرة على الجوع وتحسين الأيض.
• تحسين مقاومة الأنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم وبالتالي التقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• المساهمة في علاج السرطانات لأنَّها تساعد على إبطاء نمو الأورام.
• حماية وظائف المخ والأعصاب وتقوية الدماغ والخلايا العصبية؛ مما يُساهم في تأخير مرض الزهايمر والتقليل من أعراضه.
• تحسين صحة القلب من خلال إحداث تغييرات إيجابية في نسبة الدهون في الدم.
• تخفيف حدة أعراض متلازمة تكيس المبايض من خلال المساهمة في توازن الهرمونات، وفقدان الوزن، وتحسين عملية التبويض.
• تحسين الأداء الرياضي وخاصة فيما يتعلق بلاعبي رياضة التحمل كالماراثون والسباقات الثلاثية.
• علاج حب الشباب وتحسّن صحة الجلد.
• المساهمة في خفض ضغط الدم الانبساطي. 

الأطعمة الَّتي يُنصح بتناولها في حمية الكيتو:

هناك الكثير من الأطعمة الصديقة لرجيم الكيتو والَّتي تُشكل تنوعًا غذائيًا قد لا توفره الحميات الغذائية الأخرى ومنها:

• المأكولات البحرية، مثل: المحار وبلح البحر والحبار والسلمون والماكريل والتونا.
• الأجبان ومنتجات الألبان؛ ذات المحتوى العالي من الدهون” كامل الدسم” وجبن القريش.
• المكسرات، مثل: اللوز والجوز والفستق والبندق والكاجو.
• البذور، مثل: بذور اليقطين ودوار الشمس والشيا والكتان.
• المشروبات الخالية من الكربوهيدرات، مثل: الماء والماء المنكهة والشاي والقهوة والأعشاب.
• بدائل السكر الَّتي لا تُؤثر على مستوى السكر في الدم مثل سكر الاستيفيا.
• الخضراوات منخفضة الكربوهيدرات، مثل: الخضراوات الورقية والفلفل والبروكلي والأفوكادو والطماطم والهليون والبصل.
• الفواكه منخفضة الكربوهيدرات، مثل: التوت والفراولة والعليق والكيوي والبرقوق.
• اللحوم والدواجن بمختلف أنواعها، والبيض.
• الزيوت الصحية، مثل: زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت الأفوكادو.
• التوابل والبهارات لجعل الطعام ذا مذاقٍ شهيٍ ومستساغٍ للأكل.
• الشوكولاته الداكنة ومسحوق الكاكاو.
• الزبدة والقشطة.

الأطعمة الَّتي ينبغي تفاديها في حمية الكيتو:

لأننا في رجيم الكيتو نعتمد بشكل رئيسي على الدهون، فهذا يعني أنَّ الأطعمة عالية الكربوهيدرات سنتفادى وجودها في جدول الكيتو دايت. إليك قائمة بهذه الأطعمة:

• الفواكه المجففة والفواكه عالية الكربوهيدرات، مثل: التفاح والموز والكمثرى والبطيخ والفواكه الاستوائية.
• الخضراوات النشوية، مثل: الجزر والبطاطس والبطاطا الحلوة.
• الخبز الأبيض وخبز القمح الكامل والمعجنات والكعك والكيك والمعكرونة.
• الأطعمة المصنعة، مثل: البسكويت ورقائق الذرة والبطاطس وحبوب الإفطار.
• الأجبان المصنعة والمطبوخة المكونة من دهون نباتية.
• الدهون غير الصحية والزيوت المهدرجة والزيوت النباتية المعالجة.
• الحبوب، مثل: القمح والشعير والأرز والشوفان والكينوا.
• البقوليات، مثل: الحمص والعدس والفاصولياء والبازيلاء.
• العسل والعصائر والمشروبات الغازية والآيس كريم.
• السكر الأبيض والبني وسكر الفواكه .
• بعض التوابل والصلصات، مثل: صلصة البيتزا والباربيكيو والخردل بالعسل والكاتشب والمايونيز.
• الأطعمة منخفضة أو منزوعة الدهن.

التمر والكيتو دايت:

يُعتبر التمر أحد أغنى الأطعمة بالعناصر الغذائية القيَّمة من فيتامينات ومعادن وألياف ومضادات أكسدة، بالإضافة لكونه ذا محتوى عالٍ من الكربوهيدرات، مما يجعلنا نتسائل: هل التمر مسموح في الدايت؟

الأمر في نظام الكيتو دايت مختلف تمامًا، فهو نظام عالي الدهن ومنخفض الكربوهيدرات فإضافة التمر سيكون بحذرٍ وعنايةٍ ليكون صديقًا لحمية الكيتو.

التمر في حمية الكيتو:

ما يجعل إضافة التمر في نظام الكيتو دايت ليس بمعادلةٍ صعبةٍ أنه يتمتع بمؤشر جلايسمي منخفض، وهذا يعني أنَّ التمر لن يتسبب في ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، ولن يؤدي إلى استجابة سريعة بإفراز هرمون الأنسولين كما تفعل الأطعمة ذات المؤشر الجلايسمي المرتفع. ما فائدة ذلك في رجيم الكيتو؟

• السيطرة على مستويات السكر في الدم.
• المحافظة على عملية التمثيل الغذائي.
• عدم التأثير على حساسية الأنسولين؛ مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• عدم تخزين السكر في خلايا الجسم الدهنية، وبالتالي لن نكسب مزيدًا من الوزن.

ولكن عند مقارنة محتوى الكربوهيدرات في حبة تمر واحدة مع المقدار المسموح في نظام الكيتو دايت سنعي جدية الأمر!! فيتراوح محتوى الكربوهيدرات في حبة التمر ما بين ١٨غرام حسب نوع التمر المُتناول، وهو ما يُمثل ٣٠-٥٠٪  من الحد المسموح في الكيتو دايت، تلقائيًا سنفكر كم عدد التمرات المسموح بها في الكيتو؟

يُعد التمر غير ممنوع بالكامل في حمية الكيتو، ولكنَّه ضمن حدود معينة حتَّى لا يخرج الجسم من الحالة الكيتوزية. فالأمر غير مرتبط بعدد حبات التمر ولكنْ بمقدار الكربوهيدرات الَّتي تحتويها الحبة، ولنأخذ بالحسبان عدم تناول التمر مع طعام يحتوي على الكربوهيدرات في ذات الوقت، وبذلك نجعل حمية التمر متناغمة مع حمية الكيتو دون القلق من الخروج من الحالة الكيتوزية الَّتي نسعى للوصول إليها في الكيتو دايت.

التمر في الكيتو دايت واضراره:

قد يتسبب التمر في خروجك من الحالة الكيتوزية؛ لمحتواه العالي من الكربوهيدرات، لذا من الجيد أن تخطط مع طبيبك المختص وتُحددا معًا الخيارات الأنسب لك من الكربوهيدرات، وعدد حبات التمر في جدول المسموح والممنوع في الكيتو دايت، ومواعيد تناوله.

 نظام الكيتو دايت كم ينزل في الأسبوع

كما وضحت في بداية المقال: أنَّ الأساس في الكيتو دايت هو خفض كمية الكربوهيدرات مما يُمثل انخفاضًا كبيرًا في السعرات الحرارية وتقليل الشهية، بالإضافة لذلك سيؤدي اتباع الكيتو دايت إلى فقدان وزن الماء مقدمًا، وعادًة ما يُحب الناس رؤية نتيجة فورية لفقدان الوزن، وهذا أحد مزايا حمية الكيتو.

علاوة على ذلك تناول الدهون والبروتينات يُعطي شعور بالشبع بشكلٍ أسرع ولفترة أطول من الوقت، كما أنَّهما يحتاجان طاقةً أكبر من الكربوهيدرات ليتم حرقهما، وبالتالي أنتَ تحرق مزيدًا من السعرات الحرارية أكثر مما تحرق لو تناولت الكربوهيدرات، وهذا يعني فقدان الوزن بشكل أكبر وأسرع، أما بالنسبة للوزن الذي يتم فقده خلال الأسبوع فهو يعتمد على:

• فسيولوجية جسم الشخص
• مدى التزامه بالحمية
• ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم
• شرب كميات كافية من الماء
• النوم بشكلٍ جيد ولساعاتٍ كافية

الآثار الجانبية لاتباع حمية الكيتو:

تحدث مجموعة من الأعراض في بداية اتباع رجيم الكيتو تُعرف بانفلونزا الكيتو إلى أنْ يتكيف جسم الشخص مع حالة الاستقلاب في مصدر الطاقة الجديد، وتتمثل في:

• الإمساك
• الإعياء
• الغثيان
• التقيؤ
• الصداع
• الأرق
• التعب
• انخفاض سكر الدم
• عدم القدرة على ممارسة الرياضة

التمر والكيتو دايت يوميًا حديث الراغبين في فقدان أوزانهم الزائدة؛ كونه نظام يُساعد في خسارة الوزن بشكل أكبر قليلًا من الحميات الغذائية الأخرى، ويُحسن من التمثيل الغذائي، ويُقلل من عوامل الخطر للإصابة بالأمراض المزمنة، ويؤخر مراحل الزهايمر والسرطان. تذكّر أنَّ الاستغناء عن طعامك المفضل من الكربوهيدرات لا يعني أنك ستشعر بالجوع دائمًا، فلديك خيارات صحية من الدهون إلى جوار نسبة لا بأس بها من البروتينات ستستمتع بها في رحلتك مع التمر والكيتو دايت.

نصيحتي الدائمة قبل مباشرة أي حمية غذائية تأكَّد من ملاءمتها للاحتياجات الصحية لجسمك، وأنْ تُعطي الأولوية لجودة الطعام على اختلاف الحمية الَّتي تناسبك، وأن تجعل خياراتك الغذائية وفقًا لذلك، وليكون التمر من أفضل الملامح الغذائية الَّتي تتوج أطباقك.