اُستخدم قديمًا النظام الغذائي الخالي من الدهون كوسيلة لفقدان الوزن، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، تُرى ما هو النظام الغذائي قليل الدسم؟ وما هو دوره في تحسين الصحة العامة؟ وما الَّذي يُمكن أنْ يضيفه التمر للنظام الغذائي قليل الدسم؟

نسرد لكم في هذا المقال كل ما يتعلق حول التمر في نظام غذائي قليل الدسم، وما هو افضل نظام غذائي خالي من الدهون، كل هذا وأكثر نناقشه سويًا في هذا المقال، فتابعوا المزيد.

وصف النظام الغذائي

يتضمن التمر في نظام غذائي قليل الدسم  تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ونسبة منخفضة جدًا من الدهون، و متوسطة إلى منخفضة من البروتينات.

ويتم فيه اشتقاق ١٥٪ من إجمالي السعرات الحرارية من الدهون على أنْ يتناول الشخص ما يقرب من ٣٣  جم من الدهون ضمن نظام غذائي يحتوي على ٢٠٠٠ سعر حراري، و ٥٠جم من الدهون ضمن نظام غذائي يحتوي على ٣٠٠٠ سعر حراري. 

الغرض من استخدام التمر في نظام غذائي قليل الدسم:

تُعد الدهون من العناصر الغذائية الضرورية للجسم، ويُفضل استهلاك كميات محدودة منها وتناول فقط الدهون الجيدة والابتعاد عن الدهون الضارة.

دعونا نوضح سويًا أنواع الدهون الَّتي نحصل عليها من الأطعمة الغذائية المتناولة؛ إذ يوجد أربعة أنواع من الدهون، وتتمثل في:

• الدهون المتعددة غير المشبعة.
• الدهون الأحادية غير المشبعة.
• الدهون المتحولة.
• الدهون المشبعة.

تختلف هذه الأنواع الأربعة من الدهون في بُنيتها الفيزيائية والكيميائية، و تعتبر الدهون المشبعة والمتحولة صلبة في درجة حرارة الغرفة، في حين أنَّ الدهون الأحادية وغير المشبعة تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة.

تُوفر هذه الأشكال المختلفة من الدهون تسعة سعرات حرارية لكل جرام مستهلك، وهو أعلى بكثير من كمية الطاقة الَّتي يتم توفيرها لكل جرام من الكربوهيدرات أو البروتينات.

تعمل الدهون المشبعة والمتحولة على زيادة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) وتعد غير صحية، في حين أنَّه تعتبر الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة مفيدة؛ وذلك لمساهمتها في خفض البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

لذلك تدعم جمعية القلب الأمريكية استبدال الدهون المشبعة والدهون المتحولة بدهون صحية وغير مشبعة، وتضمين المزيد من الدهون غير المشبعة الصحية، والدهون الأقل تشبعًا ضمن النظام الغذائي المتبع، مثل استخدام زيت الزيتون عوضًا عن الزبدة واستبدال المنتجات الحيوانية، مثل: اللحوم بخيارات نباتية أخرى، مثل:

• الفول السوداني.
• فول الصويا والأفوكادو.
•  زيت بذور الكتان المطحون.
• زيت نباتي، مثل:  زيت بذور اللفت.
•  بذور الشيا.
•  عين الجمل.

الفئة الأكثر استفادة من النظام الغذائي قليل الدسم

نجد أنه يُوصى لبعض الحالات المرضية  اتباع نظام غذائي يعتمد على اكلات خالية من الدهون الضارة، وتتضمن تلك الحالات: التصلب المتعدد أو سوء امتصاص الدهون، مثل: التهاب البنكرياس المزمن، ولذلك نجد أنَّ النظام الغذائي المقيّد بالدهون يُقلل من الآثار الجانبية لسوء امتصاص الدهون،  مثل:  الإسهال والغازات والتقلصات. 

كذلك قد  يكون النظام الغذائي قليل الدسم  مفيدًا لمن يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية، مثل:  ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب التاجية، ومن يعاني الداء السكري من النوع الثاني، وذلك لأنَّ الهدف الرئيسي في هذا المرض هو تجنب الأطعمة المسببة لزيادة مقاومة الأنسولين، وهو ما يحققه النظام الغذائي قليل الدسم، وهو ما يفسر تشجيعنا الشديد لخوض تجربة التمر في نظام غذائي قليل الدسم.

أُجريت دراسة صغيرة تابعة لأكاديمية National بقيادة باحثين في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى موضحة الفرق بين السعرات الحرارية الَّتي يحصل عليها الأشخاص عند اتباع النظام الغذائي النباتي قليل الدسم والمعتمد على الاطعمة النباتية، والنظام الغذائي قليل الكربوهيدرات والمعتمد على تناول الأطعمة ذات مصدر حيواني.

تبين أنَّ النباتيين المتبعين نظام غذائي قليل الدسم يحصلون على سعرات حرارية بمقدار ٥٥٠  إلى ٧٠٠ سعر حراري أقل في اليوم مما كانوا عليه عندما تناولوا نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات، وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في تناول السعرات الحرارية،  لم يُبلَّغ عن أي اختلافات في الجوع أو الاستمتاع بالوجبات أو الشبع بين النظامين، كذلك لوحظ فقد المشاركون الوزن في كلا النظامين،  لكنْ النظام الغذائي قليل الدسم فقط هو الَّذي أدى إلى خسارة كبيرة في دهون الجسم.

 كذلك تبين أنَّ النظام الغذائي قليل الدسم، والمعتمد على الاطعمة النباتية يقود إلى كبح الشهية مقارنة بالنظام الغذائي المعتمد على الأطعمة ذات مصدر حيواني؛ مما يُعزز من استخدام النظام الغذائي قليل الدسم لمن يود خوض تجربة النزعة النباتية بغرض تقليل الوزن العام للجسم، أو في حالة النباتيين الذين يتجهون إلى تناول الاطعمة النباتية قليلة الدسم لأغراض علاجية معينة.

يُمكننا القول: أنَّ النظام الغذائي النباتي قليل الدسم يعُد أفضل نظام غذائي لمن يعاني من الأمراض المزمنة، مثل: السكري، وأمراض القلب؛ وذلك لاحتوائه على دهون قليلة ونسبة عالية من الاطعمة النباتية الغنية بالفيتامينات والمعادن الجيدة للجسم. 

التمر في نظام غذائي قليل الدسم

ينتاب بعض الأشخاص القلق حيال إدراج التمر في حمية قليلة الدسم خاصةً لمريض السكر، وذلك يعود إلى المؤشر الجلايسيمي  وارتفاع نسبة السكر في الدم وسوء الفهم المرتبط بين التمر والسكري، كذلك فوائد التمر واضراره!

يُعد المؤشر الجلايسيمي مقياس لمدى سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول أنواع معينة من الأطعمة، وهي أداة مفيدة للغاية لمن يعاني من مرض السكري ، لأنَّه يُصبح  قادر على فهم الأطعمة الَّتي ستؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

يجدر بالذكر أنَّ التمر ضمن الفاكهة الَّتي تملك مؤشر جلايسيمي منخفض؛ مما يجعل إدراج التمر في نظام غذائي قليل الدسم لمريض السكر إضافة جيدة، كذلك يحتوي التمر على القليل من الدهون؛ إذ تحتوي حصة 100 جرام من التمر أو حوالي ٤  إلى ٥   تمرات على ٠.١٥ جرام من الدهون، وتُعد هذه كمية صغيرة نسبيًا مقارنة بما يُسمح  بتناوله في حمية النظام الغذائي قليل الدسم. 

تُرى هل يمكن تناول التمر أثناء الرجيم؟ و ما هي أنواع التمر المناسبة  عند الجمع بين التمر ونظام غذائي قليل الدسم؟

ترتفع القيمة الغذائية للتمر، وذلك يعود لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية والمعادن الهامة للجسم، مثل: المنجنيز، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم  ومقدار كافي من الفيتامينات الهامة أشهرها فيتامين B1، B2، ويُعتبر كذلك مصدر جيد للطاقة والبروتين. 

يحتوي البروتين الموجود في التمر على ٢٣ نوعًا من الاحماض الامينية، بعضها غير موجود في أشهر الفواكه، مثل: البرتقال والتفاح والموز، يحتوي التمر بالإضافة إلى ذلك على مضادات الأكسدة ،والَّتي أُثبت أنها جيدة للصحة العامة ومحاربة الجذور الحرة المسببة للأمراض المزمنة، مثل: السكري، وأمراض القلب، لذلك يُعد التمر إضافة جيدة في النظام الغذائي قليل الدسم. 

تتباين أنواع التمور وفقًا  لمذاقها وأحجامها المختلفة، ولعلَّ جميع أنواع التمر تُناسب النظام الغذائي قليل الدسم، وذلك يعود إلى قلة محتواها الدهني،  إلا أنَّه يحجم الأمر إنْ كان الشخص يُعاني من مرض السكري، فهنا توجد أنواع معينة من التمر فقط تكون مناسبة له، وتتضمن تمور دباس، وخلاص وتتميز جميعها بقلة محتواها السكري. 

هل أكل التمر في الليل يزيد الوزن؟

 تُشير القاعدة إلى أنه تحدث زيادة الوزن بسبب تناول سعرات حرارية أكثر مما نحرق، ولذلك فإنَّ تناول التمر بكميات كبيرة قد يُؤدي إلى زيادة الوزن نسبيًا  بسبب انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم وقلة الحركة ليلًا. 

يعد تناول التمر باعتدال خيارًا رائعًا للوجبات الخفيفة للحفاظ على الوزن، كذلك تناولها سيبقيك ممتلئًا وحيويًا دون الرغبة في تناول وجبتك التالية!

كم حبة تمر في اليوم لانقاص الوزن؟

أظهرت دراسة أجريت في عام ٢٠٢٠ أنَّ تناول ثلاث تمرات يوميًا لم يُساهم في زيادة الوزن، كذلك لا يُسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم؛ مما يدل  على أنَّ تناول حوالي ثلاث تمرات يوميًا قد يُساهم في إنقاص الوزن.

ما يُفضل تناوله مع التمر في نظام غذائي قليل الدسم:

توجد قاعدة أساسية جيدة عند قراءة ملصقات الأطعمة ألا وهي: لكل ١٠٠ سعر حراري إذا كان المنتج يحتوي على ٣  جرامات من الدهون أو أقل فإنَّه يُعد منتج قليل الدسم.

إليك عزيزي القارئ قائمة بأنواع الأطعمة المختلفة المتميزة بكونها قليلة الدسم، وتتضمن الآتي:

• منتجات الألبان منزوعة الدسم.
• الأسماك.
• المنتجات الحيوانية، مثل: اللحوم، والدواجن خالية من الدهن.
• الحبوب الكاملة، مثل: الأرز البني.
• الفاكهة والخضروات بما في ذلك الطازجة أو المجمدة.
• الزيوت النباتية مثل: الزيتون، وعباد الشمس، والصويا، والذرة.
• المكسرات.

يُمكن لمعظم الناس تلبية احتياجاتهم الغذائية في هذا النظام الغذائي نتيجة تنوع المصادر الغذائية له، و قد تكون هناك حاجة إلى تناول المكملات الغذائية إذا كانت الدهون محدودة للغاية، أو كان النظام الغذائي بحاجة إلى اتباعه لفترة طويلة؛ إذ تحتاج الفيتامينات A و D و E و K إلى امتصاص الدهون لاستفادة الجسم القصوى منها. 

 يلجأ بعض الأشخاص إلى إدراج بعض الأطعمة المدعمة في الحمية المتبعة لديهم، مثل:  النباتيون وما يتبعونه من أنواع متباينة من النظام الغذائي النباتي لضمان الحصول على كافة العناصر الغذائية اللازمة للجسم، وتتمثل هذه الأطعمة في صورة الاطعمة النباتية، مثل: الحبوب المدعمة أو المنتجات الحيوانية لمن يتبع نظام غير نباتي، مثل: الحليب المدعم.

تتميز الأطعمة المدعمة بامتلاكها العديد من العناصر الغذائية الهامة للجسم؛ إذ يحتوي ١٠٠جم من الحبوب المدعمة على ما يقارب:

• أحماض دهنية مشبعة صحية بمقدار ٠.٦٢ جم.
•  دهون أحادية غير مشبعة بمقدار ٠.٩جم.
• دهون متحولة بمقدار ٠ جم.

كذلك تحتوي على العديد من الفيتامينات الذائبة في الدهون؛ والَّتي تحتاج إلى الدهون لامتصاصها، مثل: A و D و E و K.

يُمكنكَ عزيزي القارئ تناول الحبوب المدعمة المناسبة لك مع إضافة بعض المكسرات والحليب المدعم الخالي من الدسم؛ لتعزيز الغرض من النظام الغذائي قليل الدسم، وحصول جسمك على الدهون الصحية الكافية.

ما ينبغي الابتعاد عنه ضمن النظام الغذائي قليل الدسم

يُفضل عند خوض تجربة اتباع نظام غذائي قليل الدسم الابتعاد عن تناول بعض الأطعمة، مثل:

• الدهون والزيوت، مثل: الزبدة والسمن، وزيت النخيل وجوز الهند.
• المايونيز وتوابل السلطة و المرق والصلصات، ما لم تكن مجهزة منزليًا بمكونات قليلة الدسم.
• الشوكولاته، و الأطعمة عالية الدهون المصنعة والجاهزة.
•  المنتجات الحيوانية الدهنية، مثل: السجق، والنقانق، و اللانشون، واللحوم المصنعة.
•  لحوم الأعضاء، بما في ذلك الكبد.
• الأطعمة الخفيفة عالية الدهون، مثل: البسكويت والفطائر والمعجنات والكعك والكرواسون.