تحدث عديد من الشعوب في مختلف الأعراق عن فوائد التمور العظيمة للصحة العامة لجسم الإنسان، ولعل البحث العلمي المكثّف تركَّز في الآونة الأخيرة على أهم  فوائد التمور، واهمية النخلة، وما هي الامراض التي يعالجها التمور؟ وهل هناك اضرار للتمر؟

أظهرت بعض الدراسات أهمية التمر للسيدة الحامل، والإنسان في مختلف الأعمار(كبار السن، وأطفال)، ومدى امتلاك التمر فوائد تبرز أكثرها في تعزيز الصحة العامة، وتقوية المناعة الذاتية في الجسم، نسرد لكم في هذا المقال أهم  فوائد البلح التمر واهمية التمر على الريق،  وما هو تأثيره على أجزاء الجسم المختلفة بصورة مفصلة،  فتابعوا المزيد.

أهم فوائد التمور وانواعها

دعنا -عزيزي القارئ- قبل البدء في تناول أهم فوائد التمور نتحدَّث قليلًا عن أنواع التمر، وأشكاله المتعددة، وأهم فوائد مكوناته الغذائية وخصائصه العامة.

يحتوي نخيل التمر على 12 نوعًا من أصل 1500 نوع تنتمي إلى عائلة نخيل التمر، ويعدُّ التمر من الفاكهة الغنية  بالمغذيات الهامة للجسم، مثل: الكربوهيدرات، والفيتامينات، والألياف، والمعادن، والبوليفينول وهي من المواد المضادة للأكسدة والمحاربة للجذور الحرة المتسببة في تدمير الخلايا في الجسم.

يعتبر التمر من أهم المنتجات التجارية في المملكة العربية السعودية، ويوجد في صور عديدة، وبأسماء مختلفة، مثل: تمر عجوة، وسكري، وبرحي، و شلبي، وصقيع، وتمرُّ ثمار التمر بخمس مراحل أساسية، هي: ما قبل النضج، والنضج، والتجفيف، وتتمثل في: حبابوك، وكامري، وخلال، ورطب، وتامر، تتميز كلُّ مرحلة عن غيرها في وجود تغيرات خارجية وداخلية مختلفة مع اللون والحلاوة والملمس والتركيب الكيميائي.

تعد تمور الخلال من التمور الطازجة غير الناضجة مع لبٍّ مقرمش ومظهر أصفر شاحب،  فهي غنية بالعصارة وقليلة الحلاوة، وتحتوي على الكثير من الرطوبة، بينما يتميز التمر الطازج الناضج والمعروف أيضًا باسم الرطب بلونه البني الفاتح، ومذاقه الحلو. ويصبح التمر في هذه المرحلة ذا ملمسٍ مطاطي، وطعمٍ يشبه الكراميل.

يختلف التمر المجفف كثيرًا عن التمور الطازجة؛ إذ إنَّها تحتوي على محتوى رطب أقل نسبيًّا، وليس لديها العصير على الإطلاق، ومع ذلك، فهي تتمتع بمذاق رائع للغاية!

تحتوي التمور المجففة على سعرات حرارية أكثر من التمر الطازج، ويعود السبب في ذلك  إلى المحتوى المنخفض من الرطوبة الموجود في التمور المجففة، ويجدر بالذكر أنَّ المغذيات لدى التمر المجفف والطازج لا تحتوي على أيِّ دهون، وتختلف قليلاً في البروتين، ومع ذلك، فإنَّ التمور المجففة تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والألياف مقارنةً بالتمور الطازجة، نجد كذلك أنّ الحديد والمغنيسيوم وفيتامين أ من بين العناصر الغذائية التي تحتوي عليها بكمياتٍ متساويةٍ.

يمكننا القول إنّه لا يوجد فرق واضح بين فوائد التمر المجفف (فوائد التمر اليابس)، وفوائد التمر الرطب إلا في مقدار السعرات الحرارية بهما، فإذا كنت تريد كمية السعرات الحرارية أقل لإنقاص الوزن، ننصحك باختيار التمر الطازج، بينما إذا كنت ترغب في زيادة الوزن أو تناول شيء حلو إضافي، فقد يكون التمر المجفف خيارك الأفضل.

بصورة عامة تعدُّ ثمار التمر من الثمار ذات القيمة الغذائية العالية في جميع مراحل نضجها، ونسرد لكم في السطور القادمة أهم فوائد تناول التمور، فتابعوا معنا.

أهم فوائد التمور وتأثيرها على الجسم البشرى

 تُرى ما أهم فوائد التمر لجسم الإنسان؟ مثلما ذكرنا سابقًا أنَّ التمور تحتوي على مغذيات عالية القيمة الغذائية، مثل: الألياف، والبروتين، والكربوهيدرات، والمعادن المهمّة لوظائف الجسم الخلوية، ولعل أبرز تلك الفوائد تتمثل في الآتي:

أهم فوائد التمور للعينين

تُرى ما هي فوائد التمور للعينين؟

إنّ الاهتمام بالصحة العامة للعينين يعزّز من مدى التكيف والرؤية طوال اليوم، ولعلّ اتباع نظام غذائي مكثف من المغذيات يسمح بتقوية صحة العينين، وتتضمن تلك المغذيات بعض الفيتامينات، مثل: فيتامين أ، وهـ، التي تعدُّ من أهم الفيتامينات الضرورية لصحة العينين، كذلك تساهم المواد المضادة للأكسدة بدورٍ لا يُستهان به في حماية العين.

 ويجدر بالذكر أنّ ثمار نخيل التمر تحتوي على نسبة عالية من فيتامين أ الذي يحلّ مشكلات العين، مثل: العمى الليلي؛ إذ يحتوي التمر على الكاروتينات التي تعدُّ فئة رئيسية من المواد الكيميائية النباتية تحدث في الأجزاء الدهنية لفاكهة التمر، وتعرف أيضًا أنّها من ضمن سلائف فيتامين أ الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الرؤية وحماية الخلية من الآثار الضارة للجذور الحرة من خلال العمل كمضادات للأكسدة.

ينبغي الانتباه جيدًا إلى أنّه يمكنك إضافة الفيتامينات القوية ومضادات الأكسدة والمعادن إلى نظامك الغذائي؛ لتحسين الرؤية وصحة العين بصورة عامة.

وقد ربط الباحثون تأثير  العناصر الغذائية الصديقة للعين في تقليل مخاطر الإصابة، ببعض أمراض العين الخطيرة، مثل: الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وإعتام عدسة العين، وتتمثل تلك العناصر الغذائية فيما يأتي:

 اللوتين والزياكسانثين

أظهرت عددٌ من الدراسات أنّ اللوتين والزياكسانثين يقللان من خطرالإصابة بأمراض العين المزمنة؛ إذ تبيَّن أنّ الأشخاص الذين حصلوا على أكبر قدر من اللوتين والزياكسانثين، هم أقل عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين الجديد.

تعد الخضروات الورقية ذات الأوراق الخضراء الداكنة مصدرًا أساسيًّا للوتين والزياكسانثين، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الملونة الأخرى، مثل: البروكلي، والذرة، والبازلاء، واليوسفي.

فيتامين سي

تشير الدلائل العلمية إلى أنّ فيتامين C يقلّل من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، وعندما يتم تناوله مع العناصر الغذائية الأساسية الأخرى، فإنّه يبطئ تقدُّم التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وفقدان حدّة البصر، ولعل أكثر الأطعمة الغنية بفيتامين سي تتمثل في: البرتقال، والجريب فروت، والفراولة، والبابايا، والفلفل الأخضر، والطماطم.

فيتامين هـ

يحمي فيتامين هـ الخلايا في العين من الجزيئات غير المستقرة التي تدعى الجذور الحرة، المسؤولة بدورها عن تكسير الأنسجة السليمة، وتشمل المصادر الغذائية الجيدة لفيتامين E على: الزيوت النباتية، والمكسرات، وجنين القمح، والبطاطا الحلوة.

الأحماض الدهنية الأساسية

 تعدُّ الأحماض الدهنية أوميغا 3 مهمّةً للنمو البصري السليم ووظيفة الشبكية؛ إذ تساعد في تقليل الالتهاب، وتعزيز إفراز الدموع، ودعم الطبقة الخارجية الدهنية للعين.

تشير الدراسات التي أُجريت على الرضع في مرحلة ما قبل النضج، وكامل مدة الحمل، إلى أنّ الحصول على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 الدهنية ضمن النظام الغذائي أمرٌ ضروريٌّ للنمو البصري السليم.

تتمثل أفضل مصادر الأحماض الدهنية الأساسية في:  سمك السلمون، والتونة، وأسماك المياه الباردة الأخرى.

الزنك

يلعب الزنك دورًا حيويًا في نقل فيتامين أ من الكبد إلى الشبكية لإنتاج الميلانين، وهو صبغة واقية في العين؛ إذ تبين من دراساتٍ عديدةٍ مدى الارتباط بين ضعف الرؤية، مثل: ضعف الرؤية الليلية، وإعتام عدسة العين بنقص الزنك.

وتتضمن الأطعمة الغنية بعنصر الزنك على الآتي:  اللحوم الحمراء، والمحار، والمكسرات، والبذور.

لك أنْ تتخيل عزيزي القارئ أنَّ التمر يحتوي على معظم تلك المغذيات المهمّة لصحة العين؛ إذ يعد التمر غنيًّا بفيتامين سي، وأ، ومضادات الأكسدة الأخرى، ممّا يعزّز من إدراج التمور ضمن نظامنا الغذائي المتَّبع لضمان بقاء العين في أمثل وضع صحي، وتجنُّب الأمراض المتعلقة بالعمر.

المساهمة في حل مشكلات العقم

لا يقتصر الأمر فقط في التمر على تعزيز صحة العين نتيجة احتوائه على مضادات أكسدة، بل تتضح  أهم فوائد التمر للرجال! تُرى ما هي فوائد التمور للرجال؟ 

توضح دراسات عديدة مدى الترابط بين استهلاك فاكهة التمر ضد المشكلات المتعلقة بالعقم؛ إذ تبيَّن أنّ نخيل التمر يؤثر على العوامل التناسلية في الذكور، مثل:  المستويات الهرمونية، ومعايير الحويصلة المنوية، وحركة الحيوانات المنوية وعددها.

وقاية الحامل من الإصابة بفقر الدم

أوضحت دراسة أُجريت على بعض السيدات الحوامل أنَّ إدراج التمر بالإضافة إلى حبوب لقاح النحل يحمي من التعرض لفقر الدم للحامل، لاسيّما أنّه شائع لدى السيدات الحوامل؛ نتيجة زيادة الاحتياج الغذائي للأم وجنينها.

مصدر جيد للطاقة

يمد التمر الجسم بكمياتٍ عاليةٍ من السعرات الحرارية المتمثلة في نسبة عالية من الكربوهيدرات، ونسبة أقل من البروتين، علاوة على أنّه يمتلك مؤشِّرًا جلايسيميًّا منخفضًا؛ ممّا يمنع ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهو ما يفسر الربط بين التمر ومرض السكري في بعض الأنظمة الغذائية لمريض السكري.

تُرى كم سعرة حرارية في حبة التمر الواحدة؟

تحتوي ثمرة واحدة من التمر على حوالي 66 سعرة حرارية، فعلى الرغم من أنّها فاكهة صغيرة إلا أنّها مليئة بالطاقة والفيتامينات والألياف، والمعادن، ومصدر جيد للطاقة.

تعد التمور المعروفة بالسكري غنية بالسعرات الحرارية والألياف، وتتميز بمذاقها الحلو الشديد، وتتضمن فوائد التمور السكري في:

• احتوائه على قدر عالٍ من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض المزمنة.
• غني بالألياف المنظم الطبيعي لنسبة السكر في الدم.
• يمتلك خصائص مضادة للالتهاب نتيجة النسبة العالية من مضادات الأكسدة.

ننصح من يودُّ إدراج التمر السكري ضمن نظامه الغذائي باستشارة طبيبٍ مختصٍّ؛ لمعرفة المقدار المناسب من التمر السكري وفقًا لوضع الصحة العام للشخص، لاسيّما إن كان مريض سكر؛ تفاديًا لأضرار التمر السكري.

منظم جيد لحركة الأمعاء

يحتوي التمر على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف غير القابلة للذوبان في الماء والتي تعزّز الصحة العامة للجسم من خلال:

• إبطاء هضم الكربوهيدرات، وتحفيز إنقاص الوزن.
• زيادة الإحساس بالشبع ممّا يقلل عدد الوجبات.
• الوقاية من الإمساك، وذلك من خلال تحفيز سحب الماء إلى القولون.

ضبط مستويات السكر في الدم

تمتلك التمور فوائد عديدة لمرضى السكر؛ إذ إنَّها تسهم في ضبط مستويات السكر في الدم نتيجة عدة آليات، تتضمن الآتي:

• انخفاض المؤشر الجلايسيمي للتمر، ممّا يسمح بعد ارتفاع مستويات السكر في الدم.
• ارتفاع نسبة الألياف في التمور، مما يسهم في تطويل مدة العبور المعوي للطعام، ويحسِّن من توازن نسبة الجلوكوز في الدم.
• أوضحت دراسة أنَّ تناول شراب التمر عند درجات حرارة منخفضة يسهم في تبلور الجلوكوز، وخفض نسبته في الدم.

تعزيز صحة العظام

يحتوي التمر حوالي 696 مجم / 100 جرام من البوتاسيوم الذي يسهم بدوره في تعزيز صحة العظام؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ زيادة استهلاك البوتاسيوم من الفواكه والخضروات يرتبط بزيادة كثافة المعادن في العظام، وذلك من خلال تأثير البوتاسيوم  على التوازن الحمضي القاعدي، ممّا يفسر فوائد التمر للعظام.

تقوية الخلايا العصبية وتحسين الأداء الوظيفي للدماغ

تُرى ما هي فوائد التمور للاعصاب وصحة الدماغ! 

أشارت دراسات قائمة على الملاحظة إلى أنّ خيارات العلاج المتاحة حاليًا  لتأخير ظهور مرض الزهايمر أو إبطاء تقدُّمه ليست فعَّالة، وأشارت الدراسات الحديثة إلى أنَّ عوامل النظام الغذائي، ونمط الحياة تمثِّل استراتيجيات وقائية لتقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.

تمثِّل ثمار نخيل التمر مصدرًا جيدًا للألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة الطبيعية، مثل: الأنثوسيانين وحمض الفيروليك، وحمض البروتوكاتيكويك، وقد ثبت أنّ مركبات البوليفينول تحمي الأعصاب، وتحمي من اعتلال الدماغ الوظيفي.

وأشارت دراسات إلى أنّه يرتبط الاستهلاك المنتظم لفاكهة التمر بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات التنكس العصبي، وتحسين الأداء المعرفي لدى كبار السن، ويعود ذلك إلى غنى التمور بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية من التلف، وآثار الجذور الحرة.

الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية

يحتوي التمر بالإضافة إلى البوليفينول، على مغذيات واقية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: البوتاسيوم، والمغنيسيوم، وحمض الفوليك، والسيلينيوم، والألياف، وفيتامين ج.

تعدُّ معظم أصناف التمور غنيةً بالبوتاسيوم وقليلة الصوديوم، وكلاهما من العوامل الغذائية المهمّة المساهمة في الحفاظ على ضغط الدم في معدله الطبيعي.

علاوة على ذلك، يمكن للأطعمة الغنية بالألياف أنْ تعزّز إنتاج البكتيريا المفيدة المتعايشة، مع الحدِّ من نمو مسببات الأمراض الانتهازية المعروفة؛ إذ أشارت دراسة إلى أنَّ اتباع نظام غذائي غني بالألياف يحفّز زيادة الجراثيم المنتجة للأسيتات، ويسهم في خفض ضغط الدم، وتقليل تضخم القلب.

أهم الأمراض التي يساهم التمر في الوقاية منها

تعد الوقاية من بعض الأمراض من أهم  فوائد التمور أيضًا؛ إذ يساهم التمر في تجنب الإصابة بعديد من الأمراض، مثل:

• البري بري، نتيجة احتوائه على فيتامين ب١  وتعرف أيضًا بالثيامين، ولوحظ أنّ نقص ذلك الفيتامين يسبب وخزًا وتنميلًا في القدمين، ووهنًا في العضلات.
• الأمراض السرطانية؛ إذ تتضمن أهم  فوائد التمور والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، القدرة على محاربة الجذور الحرة التي تعدُّ السبب الرئيسي وراء تدمير الخلايا.
• قرحة المعدة، إذ أشارت دراسة إلى أنّ المستخلص المائي للتمر يقلل من حدة قرحة المعدة.
• الزهايمر، وذلك يعود إلى احتواء التمور على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، تحمي الخلايا العصبية من التدمير، مثلما ذكرنا سابقًا.

في الختام، تعد فوائد التمور عبارة تشغل بال الكثيرين، لِما تتميز به من عناصر غذائية مهمة تشجِّعك على إدراج التمر ضمن أي نظام غذائي متبع، لكن ننصحك باستشارة أخصائي تغذية علاجية لمعرفة كم تمرة مسموح بها في اليوم وفقًا لما يتناسب مع نمط حياتك ونشاطك البدني وعمرك.