فوائد تناول التمر في حمية باليو
- دليل التمور التمر في النظام الغذائي
- يونيو 18, 2023
- 5 minutes read
هل فكرت يومًا في حياة الإنسان البدائي؟ منذ أن كنا أطفالاً ونحن نُشاهدُ طرازان، تُرى كيف كانت الحياة تجري في عصور ما قبل التاريخ؟ علامَ اعتمدوا في غذائهم في تلك العصور؟
ما هي حمية باليو؟ وما هي فوائد حمية باليو في ظل ثورة التغذية وعلم الجينات والممارسات الزراعية الحديثة؟ وما جدوى حمية التمر مع حمية باليو؟ هل عُدنا للوراء قليلاً لننعم بحياة صحية أفضل؟ هذا ما سنعرفه الآن مع النظام الغذائي الذي سادَ في العصر الحجري (حمية باليو) .
السؤال الذي يطرق أذهاننا حين نعود لذاك الزمن: ما هي افضل الانظمة الغذائية؟! وما هي حمية عصور ما قبل التاريخ (حمية باليو)؟! وما الهدف من هذا النظام الغذائي؟ وما المسموح والممنوع من الاطعمة فيه؟ وما أهمية التمر في حمية باليو؟! كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الأسطر القادمة.
وصف النظام الغذائي:
انتشر مصلح حمية باليو مؤخرًا بشكلٍ كبير، وهو النظام الغذائي الَّذي اتبعه أسلافنا البدائيون، وذلك قُبيل فترة زمنية تُقدَّر ما بين ٢.٥ مليون سنة إلى ١٠ آلاف سنة مضت، تعتمد على ما هو موجود في الطبيعة، وما يمكنهم الحصول عليه من خلال الصيد، وجمع الثمار؛ مما وفر لهم طعامًا متنوعًا آنذاك، فاشتمل النظام الغذائي على الخضراوات، والفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض ، اللحوم، الاسماك، المكسرات، والبذور.
تتميز حمية باليو بمحتوى عالٍ من البروتينات والالياف ومحتوى معتدل من الدهون خاصة الدهون الغير مشبعة سواء الأحادية أو المتعددة بما في ذلك الأوميجا ٣؛ الموجودة في المكسرات والبذور والأفوكادو، ومحتوى منخفض إلى معتدل من الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع والصوديوم والسكريات، ولا يُسمح بالاطعمة المصنعة والناتجة من الممارسات الزراعية الحديثة، مثل: الحبوب والبقوليات ومنتجات الألبان.
تُعرف أيضًا حمية باليو بأسماء متعددة وهي:
- حمية العصر الحجري
- حمية رجل الكهف
- حمية الصيد
هدف النظام الغذائي:
بالحديث عن التمر في حمية باليو وجب الإشارة إلى تاريخ حمية باليو وهو حافل بالعديد من الأحداث، فمنذ الخليقة وغريزة البقاء تتعاظم في داخل البشر، فكانوا يسعون للحفاظ على وجودهم، وكان الطعام أحد أهم عوامل بقاء العنصر البشري، ولكنْ لا توجد طريقة واحدة صحيحة لتناول الطعام من قِبل جميع البشر، فتعددت الأنظمة الغذائية حسب الوفرة والمكان وتنوعت أنماط معيشتهم وهم يجوبون العالم.
تهدف حمية باليو إلى اتباع النظام الغذائي الَّذي اتبعه البشر الأوائل في حياتهم اليومية مستندة في ذلك إلى نظرية عدم التوافق، فهي تعتقد بأنَّ جينات جسم الإنسان لم تتكيف مع الأنماط الغذائية الحديثة الَّتي ظهرت مع الممارسات الزراعية الحديثة والاطعمة المصنعة والمعالجة، حيث غيَّرت هذه الممارسات في طبيعة الاطعمة الَّتي اعتمد عليها الإنسان، فتفوقت هذه التغيرات على قدرة التركيب الجيني البشري في التكيف؛ مما أدى لانتشار أمراض القلب والسمنة ومرض السكر ومتلازمة الأيض والقولون والتهابات الأمعاء وبعض أنواع السرطان.
ولعل أهم الفوائد الإيجابية بالعودة في النظام الغذائي إلى رجيم حمية باليو تتمثل في:
- خسارة وزن أكبر والحفاظ على وزن صحي مثالي.
- ضبط مستوى السكر في الدم والتقليل من خطر الإصابة بمرض السكر.
- التحكم في الشهية والشعور بالجوع.
- تعزيز مناعة الجسم حيث تُسمى بـ حمية باليو للأمراض المناعية نظرًا لأنها تُمد الجسم بالفيتامينات والمعادن، وتقلل من خطر التعرض للأمراض.
- التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية والجلطات.
- تحسين الحالة المزاجية والوقاية من الاكتئاب لوجود عنصر المغنيسيوم.
- الحد من الالتهابات.
- تخفيف حدة متلازمة الأيض؛ حيث أنَّ اتباع حمية باليو يُساعد في تحسين قراءة:
- محيط الخصر.
- ضغط الدم.
- مستويات الدهون الثلاثية.
- مستويات الكوليسترول الجيد.
الاطعمة المسموحة في حمية باليو:
تتنوع الاطعمة الَّتي يُمكن تناولها في وجبات حمية باليو تبعًا لتوفرها والمناطق الَّتي كان أسلافنا يقطنونها ويشمل النظام الغذائي في رجيم باليو جميع الاطعمة المستقاة من الطبيعة لذا تسائل بعض الأشخاص عن التمر في حمية باليو ومن هذه الأطعمة الآتي:
- الفواكه: التفاح والموز والبرتقال والكمثرى والأفوكادو والفراولة والتوت والتين والجوافة والتمر وغيرها.
- الخضراوات: البروكلي والخس والسبانخ والهليون والفلفل والبصل والجزر والطماطم والقرنبيط وغيرها الكثير.
- المكسرات، مثل: اللوز وعين الجمل والمكاديميا والجوز والبندق والفستق والكاجو.
- البذور، مثل: بذور عباد الشمس وبذور اليقطين وبذور السمسم وبذور الشيا والكتان.
- الدرنات، مثل: البطاطس والبطاطا الحلوة واللفت والفجل والكسافا.
- اللحوم الخالية من الدهون، وبخاصة لحوم الحيوانات الَّتي تتغذى على الأعشاب أو الحيوانات البرية.
- الاسماك والمأكولات البحرية وبخاصة الغنية بأحماض الأوميجا ٣ الدهنية مثل السلمون والماكريل والتونة والسلطعون والجمبري والمحار.
- الزيوت الصحية، مثل: زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت بذور الكتان وزيت الأفوكادو.
- التوابل: ملح البحر والثوم والكركم والقرفة وإكليل الجبل.
- لحوم الدواجن والبيض.
الاطعمة الممنوعة في حمية باليو:
لأنَّ النظام الغذائي في رجيم باليو يعتمد على الاطعمة المُستقاة من الطبيعة، فهذا يعني أنَّ الاطعمة الَّتي لم تكن متوفرة في ذاك الوقت، والَّتي ظهرت مع الممارسات الزراعية الحديثة سنقوم بتلافيها في النظام الغذائي، مثل:
- الحبوب، مثل: القمح والشوفان والشعير والأرز.
- البقوليات، مثل: الفول والحمص والعدس والفاصولياء وفول الصويا والفول السوداني.
- العسل والسكر والمربى والجلي والحلويات بأنواعها والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه المحلَّاة.
- المحلِّيات الصناعية، مثل: الأسبارتام والسكرالوز والسيكلامات والسكارين.
- منتجات الألبان، مثل: الحليب والجبن والزبادي والحليب المجفَّف والزبدة والمثلَّجات.
- الدهون المتحولة ويُشار إليها عادة بالزيوت المُهدرجة.
- الزيوت النباتية، مثل: زيت فول الصويا وزيت عباد الشمس وزيت الذرة وزيت بذرة القطن وزيت بذور العنب.
- الخضراوات النشوية، مثل: الذرة واللوبيا البصلية والبازلاء والشمندر والبطاطا البيضاء وكذلك رقائق الذرة والبطاطس والتورتيلا والفشار.
- الاطعمة المُصنَّعة وفائقة المعالَجة، مثل: شرائح البطاطا أو البسكويت المُحلّى (الكوكيز) واللحوم المبردة كالنقانق والبرجر واللحم المقدد.
- الملح والصلصات المصنَّعة، مثل: صلصة البيتزا والباربيكيو والكاتشب والمايونيز.
التمر في حمية باليو:
بالحديث عن التمر في حمية باليو يُعتبر التمر أحد أشهر أنواع الفواكه، الَّتي اعتمد عليها العرب قديمًا حيث ترجع زراعة نخل التمر إلى بلاد ما بين النهرين نحو٤٠٠٠ ق.م، وفي جمهورية مصر العربية حوالي ٢٠٠٠ -٣٠٠٠ ق.م، مما يجعل من التمر طعامًا مسموحًا في النظام الغذائي لرجيم باليو فهو أحد الاطعمة المتاحة بسهولة في الطبيعة، بالإضافة إلى أنَّ التمر ذا مؤشر جلايسيمي منخفض وغني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والالياف، وهذا يجعل من وجود التمر في رجيم باليو إضافًة مميزةً، فهو أحد الأنظمة الغنية بالقيم الغذائية العالية وذا محتوى جيد من الالياف والَّتي يُمكن الحصول عليها من تناول التمر خلال وجبات حمية باليو.
الآثار الجانبية لحمية باليو:
كما هو الحال عند تغيير النظام الغذائي الَّذي اعتدت عليه لنظام مختلف فإنك في رجيم باليو ستشعر ببعض الأعراض في بداية الأمر، والَّتي يُمكن تجاوزها بالمتابعة مع طبيبك والاهتمام لطبيعة طعامك وتعليمات المختص ومنها:
- التعب والخمول
- الشعور بالدوار
- رائحة فم كريهة
- فقدان الشهية
- تغير في عادات الأمعاء
الجدل حول النظام الغذائي في رجيم باليو:
على الرغم من أنَّ النظام الغذائي لأسلافنا القدماء يُساهم في الكثير من التحسينات الصحية، ويترك آثارًا إيجابية على صحة جسم الإنسان، ويُساعد في فقدان الوزن، والتقليل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض المرتبطة بالاطعمة المصنعة والمعالجة التي ظهرت مع الممارسات الزراعية الحديثة، إلا أنَّ النظام الغذائي للعصور القديمة لا يزال مثيرًا للجدل!!
النظام الغذائي المتبع في رجيم باليو يدعو لتجنب مجموعة من الاطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل: الحبوب والبقوليات ومنتجات الألبان والتي تعتبر مصدرًا مهمًا للكثير من الفيتامينات والمعادن والالياف، ولعلَّ أهمها مجموعة فيتامينات ب خاصًة الثيامين والريبوفلافين بالإضافة لفيتامين د والكالسيوم.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ استمرار النظام الغذائي لفترة طويلة قد يجعله غير مناسبٍ لبعض الفئات خاصةً الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، علاوة على ذلك تناول المزيد من اللحوم الحمراء قد يرتبط ببعض المخاوف الصحية، لذا من المهم متابعة النظام الغذائي باستشارة طبية ومتابعة إرشادات وتوجيهات المختصين.
في نهاية المطاف، بعد أنْ وضحنا طبيعة تناول التمر في حمية باليو، والاطعمة التي ينبغي تناولها وتفاديها وأهمية التمر فيها، فإنَّه من الممكن أنْ تكون حمية باليو طريقة جيدة للحفاظ على صحة أجسامنا، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض العصر الحديث التي انتشرت مع اعتمادنا على الوجبات السريعة والاطعمة المصنعة الَّتي تفتقر للقيمة الغذائية، وتحتوي الكثير من السعرات الحرارية فهي مليئة بالسكريات والدهون المهدرجة.
لذا فإنَّ اتباعك رجيم باليو وتناول التمر في حمية باليو سيجلب لك مزيدًا من الفوائد الصحية بمرور الوقت ويُحسّن من تكيفك مع الاطعمة الَّتي تتناولها.
لا بأس بالمزيد من التغييرات في نظامك الغذائي واتجاهك نحو الطبيعة الَّتي أتيت منها، سيكون ذلك مفيدًا لك، لا تنس الرجوع لطبيبك المختص والاتفاق سويًا حول ما يناسبك من الاطعمة، وهل أنتَ بحاجةٍ لبعض المكملات الغذائية لتجعل من تغييراتك حدثًا فارقًا في صحتك مع الأيام؟
الملخص
مع تسارع عجلة التطور في تصنيع الاطعمة والممارسات الزراعية الحديثة، وظهور الكثير من الأمراض نحن بحاجة للرجوع قليلًا إلى البيئة الَّتي نشأنا منها وتناول أطعمة صديقة للطبيعة كما كان يعيش أسلافنا في العصر الحجري، لذا عليك التفكير مليًا في اتباع رجيم باليو الَّذي يعود لذاك العصر، وأنْ تجعل التمر في حمية باليو صديقًا لوجباتك، وسترى تحسنًا واضحًا في صحتك وتناغم طبيعتك البشرية مع الاطعمة الطبيعية الَّتي تتناولها.
المصطلحات العلمية
المؤشر الجلايسيمي:
هو مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) وهو مقياس يستخدم لتقييم كيفية تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم.
الاطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع ترفع مستويات السكر في الدم بشكل أسرع من الاطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.