هل خطر ببالك -عزيزي القارئ- يومًا أن لثمار التمر الصغيرة دورًا فعالًا في الوقاية من هشاشة العظام والتغلب عليها!

نعم، مثلما قرأت يمكن لثمار التمر الوقاية من عديد من الأمراض؛ وذلك لكونها من الأطعمة الخارقة، المحتوية على عدد هائل من الفيتامينات، والمعادن الأساسية لصحة الجسم، كذلك تعد مصدرًا جيدًا  لمضادات الأكسدة المحاربة لتلف الخلايا.

نجيب لكم في مقالنا عن أغلب الأسئلة المتعلقة بداء هشاشة العظام، وكيفية الوقاية منه، ونسلط الضوء بشيء من التفصيل على دور التمر في هذا الأمر خاصة، وتتضمن الأسئلة: كيف اعرف اني اعاني من هشاشة العظام؟ وهل هشاشة العظام تسبب ألم، وهل يشفى مريض هشاشة العظام، وهل التمر مفيد للركبة؟ وهل التمر يكثف العظام؟، فتابعوا معنا المزيد.

ما داء هشاشة العظام، و أسبابه؟

تعد هشاشة العظام حالة مرضية تضعف العظام، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر، ويتطور داء هشاشة العظام  ببطء على مدار عدَّة سنوات، وغالبًا ما يتم تشخيصه فقط عندما يؤدي السقوط إلى كسر العظم.

يجدر بالذكر أنَّ هشاشة العظام ليست مؤلمة، إلى أنْ تتعرض العظام للكسر، إلا أنَّ  العظام المكسورة في العمود الفقري هي سبب شائع للألم على المدى الطويل.

يعد فقدان العظام جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، إلا أنَّه قد يفقد بعض الأشخاص العظام بشكلٍ أسرع خلال مراحل حياتية محددة، مثل: النساء، فتفقد النساء العظام بسرعة في السنوات القليلة الأولى بعد انقطاع الطمث؛ وهو ما يفسر سبب ظهور أعراض هشاشة العظام عند النساء بصورةٍ أسرع  من الرجال، خاصة إذا بدأ انقطاع الطمث مبكرًا (قبل سن 45 عامًا) أو حدث استئصال المبيضين.

وهناك عديد من العوامل الأخرى التي قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وتشمل أسباب هشاشة العظام على:

• تناول أقراص الستيرويد بجرعات عالية لأكثر من 3 أشهر.
• الحالات طبية، مثل: الحالات الالتهابية، أو الحالات المرتبطة بالهرمونات، أو مشكلات سوء الامتصاص.
• تاريخ عائلي مرضي بشأن هشاشة العظام.
• الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر على قوة العظام أو مستويات الهرمونات، مثل: الأقراص المضادة للاستروجين التي تتناولها عديد من النساء بعد سرطان الثدي.
• عدم ممارسة الرياضة بانتظام.

أعراض هشاشة العظام

تًرى ما هي أعراض هشاشة العظام عند النساء؛ كونهن الأكثر عرضة لداء هشاشة العظام؟

تجدر الإشارة إلى أنَّ داء هشاشة العظام يلقب (بالمرض الصامت) ، وذلك لأنَّ الأعراض المصاحبة له تكون غير واضحة إلى أن يحدث كسر!

وتشمل أعراض كسر العمود الفقري آلامًا شديدة في الظهر، أو فقدان الطول، أو تشوهات العمود الفقري، مثل وضعية الانحناء (الحداب).

ولعل أهم علامة تدل على هشاشة العظام هو أن تصبح العظام المصابة بهشاشة العظام هشة للغاية، بحيث تحدث الكسور تلقائيًا أو نتيجة لما يلي:

• حالات السقوط الطفيفة، مثل السقوط من ارتفاع واقف، والذي لا يسبب عادةً كسرًا في العظام السليمة.
• الضغوط الطبيعية، مثل: الانحناء، أو الرفع، أو حتى السعال.

علاج هشاشة العظام

يعد الهدف من علاج هشاشة العظام هو إبطاء أو إيقاف فقدان العظام، ومنع الكسور؛ ولذلك قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بما يلي:

• اتباع نمط غذائي صحي.
• تغيير نمط الحياة.
• الوقاية من السقوط للمساعدة في منع الكسور.
• تناول بعض الأدوية لتقوية العظام.

ما نوضحه بشيء من التفصيل لكم في مقالنا، هو كيفية  نظام غذائي صحي لمنع هشاشة العظام، وهل للتمر فوائد للعظام؟ فتابعوا معنا المزيد.

علاج هشاشة العظام بالاكل

تُرى ما هي الاطعمة التي تعالج هشاشة العظام؟

ينبغي إدراك أنَّ جزءًا مهمًّا من علاج هشاشة العظام هو تناول نظام غذائي صحي ومتوازن، والذي يشتمل على:

• الفواكه والخضروات.
• قدر مناسب من السعرات الحرارية وفقًا للعمر، والطول، والوزن.
• الأطعمة والسوائل التي تشمل الكالسيوم، وفيتامين د، والبروتين؛ وذلك لأن الأطعمة تساهم في تقليل فقدان العظام والحفاظ على الصحة العامة.

يعد الكالسيوم وفيتامين د من العناصر الغذائية المهمة للوقاية من هشاشة العظام، ومساعدة العظام على الوصول إلى ذروة كتلة العظام الصحية، إذا لم تتناول ما يكفي من الكالسيوم، فإن الجسم يأخذه من العظام، مما يؤدي إلى فقدان كثافة العظام، وهذا يمكن أن يجعل العظام ضعيفة وهشة، مما يقود إلى هشاشة العظام.

 وإليك -عزيزي القارئ- أهم المصادر الجيدة للكالسيوم:

• منتجات الألبان قليلة الدسم.
• الخضار الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، مثل الملفوف، والكرنب، واللفت، والبروكلي.
• السردين والسلمون.
• الأطعمة المدعمة بالكالسيوم، مثل: حليب الصويا، والتوفو، وعصير البرتقال، والحبوب، والخبز.
• ثمار التمر؛ إذ يحتوي التمر على قدر عالٍ من الفيتامينات والمعادن، ومنها الكالسيوم، والبوتاسيوم، وثبت أنَّ التمر يمكنه زيادة كثافة العظام وذلك لمحتواه العالي من البوتاسيوم، ووجد أنَّ  زيادة استهلاك البوتاسيوم من الفواكه والخضروات يرتبط بزيادة كثافة المعادن في العظام، وذلك يعود إلى تحقيق التوازن الحمضي القاعدي.

يعد فيتامين د ضروريًّا أيضًا لامتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويُصنع في الجلد بعد التعرُّض لأشعة الشمس، وتحتوي بعض الأطعمة بشكلٍ طبيعي على ما يكفي من فيتامين د، بما في ذلك الأسماك الدهنية، وزيوت السمك، وصفار البيض، والكبد، والحليب، والحبوب.

ولا يقتصر الأمر عند الكالسيوم و فيتامين د فقط، بل توجد معادن عديدة أساسية لصحة الجسم وصحة العظام بصورةٍ خاصة.

معادن تساهم في تعزيز صحة العظام

وجد أنَّ البوتاسيوم، والمغنيسيوم، لهما دورٌ مهمٌّ في صحة العظام؛ إذ يقلل البوتاسيوم الغذائي من الحمل الحمضي، وبالتالي استنفاد الكالسيوم من العظام، وثبت في دراسة بحثية أنَّ المكملات بأملاح البوتاسيوم القلوية ارتبطت بانخفاض كبير في إفراز الكالسيوم الكلوي، وإفراز الحمض، مما قلل ارتشاف العظم، والتي تعدُّ علامة محتملة لصحة العظام.

ولا يقل المغنسيوم أهمية عن البوتاسيوم بل نجده يساهم في استقلاب الكالسيوم، ونجد أنه ما يقرب من 50-60٪ من إجمالي محتوى الجسم من المغنيسيوم يتراكم في بنية العظام.

 كذلك وجد أنَّ المغنيسيوم يحثُّ على تكاثر الخلايا العظمية؛ لذلك يرتبط نقصه بانخفاض تكوين العظام، بالإضافة إلى ذلك يساهم الماغنسيوم في تنشيط فيتامين د؛ ويعود ذلك إلى أن معظم الإنزيمات المشاركة في استقلاب فيتامين د تتطلب المغنيسيوم.

وفقًا لما ذكر من معادن وفيتامينات هامة لتقوية عملية بناء العظام، نشجع على إدراج الأطعمة المحتوية على أغلب هذه العناصر الغذائية الهامة، وكأننا نتحدث عن ثمار التمر!

هل التمر يعالج هشاشة العظام؟

تُرى هل التمر يقوي العظام؟ وهل التمر يحسن كثافة العظام؟

الإجابة ببساطة هي نعم، فوجد أنَّ التمر يحتوي على معادن تقاوم هشاشة العظام، وأيضًا فيتامينات تقي من هشاشة العظام؛ إذ تتراوح نسبة كل معدن في التمر المجفف من 0.1 إلى 916 ملجم/100 جرام تمروفقًا لنوع المعدن.

 ويمكن العثور في عديد من الأصناف على البوتاسيوم بتركيز يصل إلى 0.9% في اللحم بينما يصل إلى 0.5% في بعض البذور، وتشمل المعادن والأملاح الأخرى التي توجد بنسب مختلفة وتعد من المعادن الهامة للعديد من العمليات الحيوية بالجسم، ومنها: البورون، والكالسيوم، والكوبالت، والنحاس، والفلور، والحديد، والمغنيسيوم، والمنجنيز، والفوسفور، والصوديوم، والزنك.

هل يوجد كالسيوم في التمر؟

وجد أنَّ التمر يحتوي على نسبة عاليه من الكالسيوم وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية فإنَّ 100 جرام من التمر تحتوي على  64 مليجرام من الكالسيوم، والذي ذكر سابقًا دوره الحيوي في تعزيز بناء العظام، كذلك لا تقل فوائد استخدام دبس التمر على العظام عن التمر نفسه؛ إذ يعد دبس التمر مستخرجًا من التمر نفسه تاركًا البذور فقط.

والجيد من الأمر أنه يُرشح التمر لصحة عظام الرضيع وتقوية عظامه؛ إذ يمكن استخدام التمر للرضع في  مرحلة التسنين من أجل نمو أقوى للأسنان، وذلك  من خلال مضغ التمر، تحصل الأسنان واللثة على تمرين مميز وفوائد عظيمة.

ويمكنك -عزيزي القارئ- معرفة كيفية تحضير منقوع التمر للرضع بالخطوات من هنا.

في ختام مقالنا عن  دور التمر في الوقاية من هشاشة العظام والتغلب عليها، يمكن القول: إنَّ التمر يعد من الأطعمة المرشحة بشدّة لتجنُّب الإصابة بهشاشة العظام، وتقويتها عند تناوله بصورة مثالية ضمن نظامنا الغذائي؛ إذ يمكنه الحفاظ على صحة العظام عند كبار السن، ولدى النساء؛ لمحتواه العالي من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة العظام.