عنوان الدراسة: تأثير التمر في الحمل من حيث مدة الطلق فيمن لم تحمل من قبل

الباحثون: معصومة كردي، فاطمة أغاي مايبودي، فاطمة تارا، فرزانة رشيدي فكري، محسن نماتي، محمد طاغي شاكيري.

طُلب من 91 سيدة قدمت إلى مستشفى أم البنين في إيران تناول التمر في الحمل، وترتَّب على ذلك حدوث تغيرات إيجابية في تحاليل السيدات، وتطور واضح في مراحل الطلق في أثناء عملية الولادة.

هذا ما ورد في دراسة أجريت لمعرفة فوائد وأضرار التمر للحامل، خاصةً في الشهور الأخيرة من الحمل، وسنتعرف في مقالنا هل التمر يفتح الرحم للحامل؟

تعدُّ الولادة طويلة المدة مسألة ذات أهمية قصوى عند أطباء الولادة، خاصةً في الدول النامية، إذ قد يترتب عليها حدوث وفاة للأم أو الجنين.

تحدث الولادات الطويلة بمعدل 2.17 إلى 2.6 من بين كل 100 ولادة، وينتج عنها 8% من إجمالي حالات الوفاة في الدول النامية، أمَّا في الولايات المتحدة فيرجع سبب 60% من الولادات القيصرية إلى حدوث تطور غير طبيعي في مراحل الولادة.

ومن أشهر التطورات غير الطبيعية التي تحدث في أثناء الولادة، وتسبب طول مدة الطلق، انقباضات الرحم غير الفعالة، التي تستدعي اللجوء إلى الولادة القيصرية.

يرجع هذا الضعف في انقباضات الرحم وقت الولادة إلى عدة أسباب نفسية أو ذهنية، بدأ الأطباء في بحث تلك الأسباب ومحاولة التحكُّم فيها إلى جانب الاهتمام بتوفير الطاقة عند الحامل وقت الولادة.

أمَّا في آخر شهور الحمل، فمع ازدياد مستويات هرمون البرولاكتين، تشعر الحامل بحاجة إلى مزيد من التغذية، والتي تختزن في الجسم على هيئة طاقة يستخدمها عندما تحين ساعة الولادة.

ويقدَّر حجم الطاقة الذي تحتاجه الحامل عند الوضع 50 إلى 100 سعرة حرارية كلَّ ساعة، إذ تحتاج العضلات الملساء مقدارًا من الطاقة يفوق العضلات الهيكلية بحوالي 20 إلى 400 ضعف.

تأثير التمر في الحمل المتأخر من حيث مدة الطلق فيمن لم تحمل من قبل

وفقًا لأبحاث سابقة، يؤثر استهلاك التمر في انقباضات الرحم وقت الولادة وطول مدة الولادة إيجابيًا، وقد جاءت تلك الدراسة لتتبين فائدة التمر للأمهات ذوات الحمل المتأخر اللائي لم يحملن من قبل.

التمر في الشهور الاخيره من الحمل

اختيرت عينة عشوائية من 182 سيدة لم تحمل من قبل، يتراوح عمرهن من 18 إلى 35 سنة، وعقدت مقارنة بين 91 سيدة منهن تناولن قدرًا من التمر يوميًا من الأسبوع 37 من الحمل، بينما 91 سيدة لم تتناول التمر.

استخدم في هذه الدراسة تمور مضافتي الإيرانية، ويحتوي كل 100 جرام منها على 160 سعرة حرارية، والكربوهيدرات بنسبة 70%، والبروتينات 3.5%، والدهون 0.1%.

اتسمت المجموعتان بسمات متقاربة من حيث العمر، ومعامل كتلة الجسم، وحجم السعرات التي تتناولها السيدة، ووزن الجنين، كذلك النشاط الرياضي والجنسي، وتناول الأدوية المسكنة من عدمه خلال الحمل أو في أثناء الولادة.

لوحظ تفاوت واضح في اتساع عنق الرحم بين المجموعتين، إذ ظهر بمقدار 4.05 سنتيمتر في المجموعة التي تناولت التمر، بينما كان 2.54 سنتيمتر في المجموعة التي لم تتناول التمر.

كذلك اختلفت مدة المرحلتين الثانية والثالثة من الولادة في المجموعتين، إذ قصرت مدتهما في حالة الولادة التلقائية في المجموعة التي تناولت التمر، بينما لم يلاحظ فرق في مدة الطور النشط في كلتا المجموعتين.

لكن لا يوجد تفاوت ملحوظ بين المجموعتين من حيث طول مدة الطور النشط، والمرحلتين الثانية والثالثة من الولادة، عند اللجوء إلى تحفيز الطلق الحقن الخارجي في كلتا المجموعتين.

نسبة السيدات اللاتي بدأت لديهن الولادة تلقائيًا في المجموعة التي تناولت التمر في الحمل، كانت أكبر من المجموعة التي لم تتناول، بنسبة 94.5% مقابل 41.3%.

كذلك انخفضت نسبة السيدات اللاتي احتاجن تحفيزًا خارجيًا بالأوكسيتوسن في المجموعة التي تناولت التمر عن الأخرى بنسبة 5.5% مقابل 48.7%.

 فوائد التمر في الحمل

من أفضل المغذيات التي توفر الطاقة اللازمة للحامل وقت الولادة هي الأحماض الدهنية التي تمد الجسم بالطاقة بكميات أكبر من الجلوكوز.

كذلك يوفر التمر في الحمل الطاقة اللازمة من الكربوهيدرات، مثل: الفركتوز، والجلوكوز، والسكروز، ويختلف المحتوى الغذائي في التمر للحامل باختلاف المناخ والأرض الزراعية وعمر النخلة، وعملية نمو الثمرة نفسها.

تعد القيمة غذائية للتمر عالية، إذ يتوفر فيه 15 معدن مختلف، منها: البوتاسيوم، والكالسيوم، والكلور، والزنك والفسفور، والحديد، والماغنيسيوم، والصوديوم، بالإضافة إلى أحماض دهنية غير مشبعة، مثل: الأوليك واللينوليك، واللينويك، كذلك تصنيع البروستاجلاندينات.

دور التمر في الحمل

تحفز البروستاجلاندينات انقباضات الرحم وقت الولادة، لذلك يُحسب التمر من ضمن الأطعمة التي تساعد على تقوية عضلات الرحم إلى جانب إمداد الجسم بالطاقة.

كذلك يلعب تناول التمر في الحمل دورًا في منع النزيف بعد الولادة، ويسهل الولادة الطبيعية، ويسرع مراحل الطلق.

يزداد عدد مستقبلات الأوكسيتوسن خلال فترة الحمل 200 إلى 300 مرة قبل الحمل، وقد ساعد التمر على زيادة حساسية تلك المستقبلات في عضلات الرحم الملساء؛ ممَّا ساعد على زيادة كفاءة انقباضات الرحم ورفع شدتها.

كذلك بمجرد تحفيز مستقبلات الأوكسيتوسن في الجهاز العصبي، ينخفض التوتر وتزداد سرعة تطور مراحل الطلق والولادة.

نتائج الدراسة

أثبتت هذه الدراسة أنَّ تناول التمر في اواخر الحمل قلص مدة الولادة والمرحلتين الثانية والثالثة، والطور النشط من الطلق، خاصةً في السيدات اللاتي لم يحملن من قبل مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناول التمر في الحمل.

ويعد متوسط مدى اتساع عنق الرحم عند وصول المستشفى أهم معيار يحدِّد سرعة تطور مراحل الولادة، والذي كان أكبر في المجموعة التي تناولت التمر في الحمل.

دلل ذلك على أنَّ التمر يساعد في إحداث انقباضات أكثر قوة مع تجهيز أفضل لعنق الرحم مع حفظ الطاقة؛ ممَّا يؤدي إلى وقت أقل في اكتمال اتساع عنق الرحم، وتقليل مدة الولادة.

كذلك أثبت التمر أنَّه يساعد على التغلُّب على الشعور بالإرهاق والجوع، لاحتوائه على قدر عالٍ من السعرات الحرارية.

وقد ثبت أنَّ مركبات التانينات المتوفرة في التمر تلعب دورًا فعالًا في انقباض العضلات الملساء في عنق الرحم، وكان استخدام الأوكسيتوسن في الحقن الخارجي لتحفيز الولادة أقل بكثير في المجموعة التي تناولت التمر في الحمل.

فوائد التمر للحامل في أواخر الحمل

كشف الباحثون أنَّ تأثير هرمون الأوكسيتوسن في سرعة تطور الولادة ومراحل الطلق وسرعة استعادة عنق الرحم لحجمه الطبيعي قبل الولادة كان إيجابيًا.

فقد تبين أنَّ إثارة مستقبلات الأوكسيتوسن في الجهاز العصبي المركزي تقلل التوتر وتحفز الولادة بطريقة مباشرةً وغير مباشرة، من خلال تحفيز إنتاج البروستاجلاندينات في الخلايا الأمينوسية.

جدير بالذكر أنَّه استدعت حالة بعض السيدات من المجموعة التي تناولت التمر في الحمل التدخل الخارجي بتحفيز الولادة، لكن كانت طول الولادة أقصر من اللواتي لم يتناولن التمر.

تساعد الخواص الغذائية والطبية في التمر على خفض خطر نزيف بعد الولادة، وربما يكون بديلًا مناسبًا للأوكسيتوسين للمساعدة على زيادة اتساع عنق الرحم، وهو مصدر جيد للطاقة اللازمة للولادة.

فوائد التمر للحامل في الشهر التاسع

ظهر اختلاف واضح بين المجموعتين تحت الاختبار من حيث متوسط طول الطور النشط، والطور الثاني والثالث من الطلق.

إذ كانت المرحلتان الثانية والثالثة في حالة بدء الولادة التلقائية أقصر بوضوح في المجموعة التي تناولت التمر، كذلك قلت الحاجة إلى هرمون الأوكسيتوسن لتحفيز الولادة في المجموعة نفسها.

مآخذ الدراسة

على الرغم من جودة الدراسة، ودقتها، فإنَّها تضمَّنت بعض نقاط الضعف التي لم يتمكن الباحثون من تلافيها، ونذكرها فيما يأتي:

• لم تتمكن الدراسة من اتباع أسلوب التعمية المزدوجة، أي لا يعرف المشاركون في الدراسة-الأمهات والباحثون– المحتوى محل الدراسة.
• لم يتمكن الباحثون من متابعة الأمهات متابعة حثيثة في المنزل.
• عدم معرفة الكمية الفعالة من التمر اللازمة لإعطاء النتائج الحقيقية، وإنما اعتمد الباحثون على دراسات سابقة وعلى طبيب التغذية المصاحب للدراسة.
• لم تكن مدة تناول التمر قبل الولادة محددة بدقة أو ثابتة لدى جميع الأمهات، وكانت أقل مدة لتناول التمر في هذه الدراسة أسبوعين قبل الولادة.
• لم يتمكن الباحثون من فحص عنق الرحم قبل بدء الدراسة وقبل البدء في تناول الأمهات التمر.

وفقًا للنتائج التي كشفتها الدراسة، تبيَّن أنَّ تناول التمر في الحمل ولو في الأشهر الأخيرة ساهم في تقليص مدة الولادة، وخفض الحاجة إلى الأوكسيتوسن المستخدم في تحفيز الطلق.

تعد القيمة الغذائية للتمر عالية؛ لذلك احرصي عزيزتي الحامل على تناول التمر دون قلق من اضرار التمر في الحمل.