عنوان الدراسة/

مراجعة بحثية للمستخلص المائي والميثانولي لبذور ثمار النخيل ودورها في الوقاية من اعتلال الكلية السكري في الجرذان المصابة بداء السكري من النوع الثاني

الباحثون/ 

أماني محمد المسلمي، عبد العزيز محمد حسين، سهام محمود، عزة عبد العزيز، وجيهان شاكر.

تسلط هذه المقالة الضوء على ما توصلت إليه مراجعة بحثية أُجريت على مجموعة من الفئران المصابة بداء السكري من النوع الثاني، وتبين أن المستخلصات المائية والميثانولية من ثمار وبذور نخيل التمر تحمي الكلى من اعتلال الكلية السكري في الفئران والذي قد يكون بسبب خصائصها المضادة للأكسدة.

يعد اعتلال الكلية السكري أحد العواقب الخطيرة لمرض السكري؛ إذ يؤثر اعتلال الكلية السكري في نحو 15%-25% من مرضى السكري من النوع الأول، و30%-40% من مرضى السكري من النوع الثاني.

يجدر بالذكر أنَّ ثمار النخيل خضعت لعددٍ من الدراسات البحثية التي برهنت على استخدام ثمار النخيل في عديد من الحالات المرضية نتيجة خصائصها المضادة للأكسدة، وعلى ضوء هذه الدراسات البحثية وما توصلت إليه تُجرى هذه المراجعة البحثية لتبين دور ثمار النخيل في التغلب على اعتلال الكلية السكري نتيجة خصائصها المضادة للإجهاد التأكسدي والسمية الكلوية.

نناقش سويًا في هذا المقال ما توصلت إليه الدراسة المذكورة، وكذلك نجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة بداء اعتلال الكلية السكري، ومنها: ما هو اعتلال السكري؟ وما هي اعراض اعتلال الكلية السكري؟ وكيف تعرف انك مصاب بمرض في الكلى؟

مراجعة بحثية للمستخلص المائي لبذور النخيل ودورها في التغلب على اعتلال الكلية السكري لمجموعة من الفئران المصابة بداء السكري من النوع الثاني

تهدف الدراسة البحثية إلى إثبات تأثير مستخلصات ثمار النخيل في التغلب على اعتلال الكلية السكري لفئة من الفئران المصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأثبتت بالفعل خصائص ثمار النخيل المضادة للأكسدة والإجهاد التأكسدي في التغلب على السمية الكلوية وتحسين نوعية الحياة لدى الفئران المصابة بداء السكري.

اعتلال الكلية السكري ماهو؟

يعد اعتلال الكلية السكري مرض يتصف بتدهور وظائف الكلى، ويطلق عليه مسميات عديدة، فتسمى المرحلة الأخيرة من اعتلال الكلية بالفشل الكلوي، أو مرض الكلى في مرحلة متقدمة، أو الداء الكلوي بمراحله الأخيرة.

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، فإن مرض السكري السبب الأكثر شيوعًا لداء الكلوي بمراحله الأخيرة المتقدمة؛ إذ حدث إبلاغ في عام 2011 عن إصابة نحو 26 مليون شخص في الولايات المتحدة بمرض السكري، وأكثر من 200000 شخص يعانون الداء الكلوي بمراحله الأخيرة بسبب مرض السكري إما كانوا يخضعون لغسيل الكلى المزمن، أو خضعوا لعملية زرع الكلى.

يمكن أن يؤدي كل من داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني إلى اعتلال الكلية السكري، وتوجد خمس مراحل من اعتلال الكلية السكري، يستغرق التقدم من مرحلة إلى أخرى سنوات عديدة.

أسباب اعتلال الكلى

يجدر بالذكر أنَّ ارتفاع ضغط الدم هو أحد أهم مضاعفات الداء السكري؛ ممَّا يجعل الإصابة باعتلال الكلية السكري سريع، وذلك لأن من أهم أسباب اعتلال الكلية السكري هو ارتفاع ضغط الدم.

كذلك وجد أنَّ ارتفاع السكر بالدم يقود إلى تلف خلايا الكلى من خلال العديد من المسارات المختلفة والمعقدة. يتمُّ توجيه معظم هذا الضرر نحو الأوعية الدموية التي تقوم بتصفية الدم لتكوين البول.

يجدر بالذكر أنه  يمكن علاج اعتلال الكلية السكري أو الوقاية منه، أو إبطاء ظهوره وتطوره من خلال الإدارة المكثفة لمرض السكري وأعراضه، بما في ذلك تناول الأدوية لخفض ضغط الدم، واتباع نظام غذائي صحي متوازن يتضمن أطعمة تحسن من وظائف الكلى وتعمل على ضبط مستويات السكر في الدم، وهذا ما توصي به الدراسة البحثية المقدمة في مقالنا.

دور ثمار النخيل في الوقاية من اعتلال الكلية السكري

برهنت الدراسة الحالية مدى تأثير مستخلص ثمار النخيل في ضبط مستويات السكر بالدم، وكذلك ضبط وزن الجسم والدهون به؛ إذ ثُبت أنَّ العلاج بالمستخلصات المائية والميثانولية للفاكهة التمر والبذور أيضًا يضفي تحسنًا كبيرًا في وظائف الكلى وشكلها كما يتضح من انخفاض كبير في الكرياتينين، واليوريا، وحمض البوليك، وإفراز الألبومين البولي بالإضافة إلى انخفاض كبير في درجات الضرر الكبيبي و الأنبوبي الخلالي مقارنة بالفئران غير المعالجة المصابة بالسكري.

تشير هذه النتائج إلى تأثيرات وقائية للمستخلصات المائية والميثانولية للفواكه والبذور الخاصة بثمار النخيل ضد اعتلال الكلية السكري في الفئران، علاوةً على ذلك، كانت تأثيرات مستخلصات الفاكهة أقوى من مستخلصات البذور وكانت المستخلصات المائية أقوى من المستخلصات الميثانولية؛ ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف المركبات الموجودة في كل نوع من المستخلصات وكذلك تركيز هذه المركبات في المستخلصات.

آلية ثمار النخيل في تحسين وظائف الكلى

توضح الدراسة أن تحسن وظائف الكلى ومورفولوجيتها بواسطة تمر النخيل يعود إلى عدة آليات، ومنها:

•  السيطرة على ارتفاع السكر في الدم وفرط الدهون بالدم.
• المركبات الموجودة في مستخلصات تمر النخيل، مثل: كيرسيتين، وحمض الكوماريك.
• ظهور تحسن ملحوظ في مستويات البلازما للكرياتينين، واليوريا، وحمض البوليك عند المعالجة بمستخلص ثمار النخيل، خاصةً صنف دجلة نور من بين انواع ثمار النخيل.

كذلك برهنت الدراسة الحالية أنَّ المستخلص المائي لصنف العجوة أدى إلى تحسين النسيج الكلوي، ومعالجة الإجهاد التأكسدي بها؛ إذ أوضحت الدراسة أنَّه تلعب أنواع الأكسجين التفاعلية، والإجهاد التأكسدي دورًا حاسمًا في الفيزيولوجيا المرضية لمرض السكري، وتدهور حالة الكلى الصحية.

وأثبت أنَّ مستخلص فاكهة النخيل المائي يخفف من حالة الأكسدة والاختزال المعززة في الكبد والكلى للفئران المصابة بداء السكري، ويعود ذلك إلى غنى مستخلص التمر بالمركبات المضادة للأكسدة، مثل: فيتامين هـ، وحمض الأسكوربيك.

نتائج الدراسة

توصلت النتائج البحثية للدراسة الحالية إلى وجود تأثيرات وقائية لمستخلصات ثمار وبذور التمر المائية والميثانولية ضد اعتلال الكلية السكري في الفئران المصابة بداء السكري من النوع الثاني.

علاوة على ذلك، كانت التأثيرات الوقائية لمستخلصات الفاكهة أقوى من مستخلصات البذور، وقد يكون هذا التأثير الكلوي ناتجًا عن تحسين توازن الجلوكوز، والدهون، وخصائص بعض المكونات المضادات للأكسدة في محتوياته.

في الختام، يظهر التمر كعنصر غذائي قيم في مكافحة اعتلال الكلية السكري، بفضل محتواه الغني بالعناصر الغذائية، ومضادات الأكسدة، وأظهرت الدراسات الحديثة أن الجمع بين التمر والسكري يمكن أن يساهم في تحسين صحة الكلى وتقليل مضاعفات السكري.

ننصح الذين يعانون من السكري النظر في إدراج التمر ضمن نظامهم الغذائي المتوازن، بالتشاور مع الأطباء والمتخصصين في التغذية، إلا أنه يظل البحث المستمر ضرورياً لتعزيز فهمنا الكامل لفوائد التمر وإمكاناته في تحسين صحة الكلى لدى مرضى السكري، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاجات طبيعية وقائية.