• تعرف الصحة العامة على أنها ممارسة الوقاية من المرض وتعزيز الصحة الجيدة داخل مجموعات من الناس، من المجتمعات الصغيرة إلى بلدان بأكملها.
• يسعى مجال الصحة العامة إلى تحسين نوعية الحياة ويساعد على نمو الأطفال، وتقليل معاناة البشر، ومنع المخاطر المحتملة والحفاظ على الصحة.
• هناك أكثر من 10 مشاكل صحية عالمية تواجه الصحة العامة، تابع المقال لتتعرف على جميع مشاكل الصحة العامة في 2023.

هل تعلم ما هو يوم الصحة العالمي؟ ولماذا نحتفل به؟ 

يعد السابع من شهر أبريل يومًا نحتفل به عالميًا، إذ دعت منظمة الصحة العالمية لتكريس هذا اليوم إحياءً ليوم تأسيسها، سنذكر دور منظمة الصحة العالمية في رصد وحل مشاكل الصحة العامة، ولكن قبل ذلك، تُرى ما مفهوم الصحة العامة وما أهدافها وأهميتها؟

سنوضح عددًا كبيرًا من المشاكل التي تواجه الصحة العامة، وسنطرح الحلول التي ذكرتها المنظمات وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، تابعوا لتكونوا على علم بأحدث مشاكل الصحة العامة في 2023 ودور القطاع الصحي.

ما هو مفهوم الصحة العامة؟

تعرفها منظمة الصحة العالمية على أنها جميع التدابير المنظمة (سواء كانت عامة أو خاصة)؛ للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة وإطالة العمر بين كل السكان، وتهدف أنشطتها إلى توفير الظروف التي تساعد الناس على التمتع بصحة جيدة، والتركيز على كل السكان وليس على المرضى، بخلاف دور القطاع الصحي من أطباء وتمريض.

ما هي اهمية الصحة العامة؟ وما دور القطاع الصحي؟

ترجع أهمية الصحة العامة إلى محاولة منع حدوث المشكلات التي تواجه الصحة العامة، أو محاولة منع تكرارها، وذلك من خلال البرامج التعليمية أو وضع السياسات وإجراء الأبحاث حول مشاكل الصحة العامة، وهنا يظهر الفارق بين دور القطاع الصحي من أطباء وتمريض في علاج بعض الأشخاص بعد إصابتهم، ودور الصحة العامة في حل مشاكل الصحة العامة ومنع حدوث الإصابة أو المرض لكل السكان في جميع أنحاء العالم وليس بعضهم.

ما هي اهداف الصحة العامة؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن هدف الصحة العامة هو الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة وإطالة العمر بين السكان، تُرى ما هي تحديات الصحة؟ وما المشكلات الصحية العالمية التي تواجه الصحة العامة في الوقت الحالي؟ ومن العوامل التي تهدد صحة الفرد؟

ما هي مشاكل الصحة العامة؟

لا يقف دور الصحة العامة عند الاستجابة للكوارث والأزمات الصحية مثلما حدث في جائحة كورونا (COVID-19)، بل تستجيب أيضًا للتحديات الصحية العاجلة التي تواجه العالم، مثل: التحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تسبب الأمراض المزمنة والحادة، وتزيد من معدلات الوفيات، وتخفض الصحة العامة؛ لذا دائمًا ما تهدف الصحة العامة لحماية البشر وتعزيز الرفاهية، والوقاية من الأمراض، والبحث عن أي مشاكل صحية وحلولها.

فيما يلي 10 مشاكل صحية عالمية تواجه الصحة العامة:

أولًا- السجائر الإلكترونية:

نعلم جميعًا أن السجائر الإلكترونية دخلت عالمنا في البداية في عام 2006؛ كوسيلة للإقلاع عن التدخين، وسرعان ما أصبحت طريقة لتناول التبغ، وللأسف الشديد أصبح استخدامها منتشرًا حتى بين المراهقين.

تعد الحملة الوطنية لمكافحة استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال أحد الأمثلة على التدخل الناجح، لحل أحد مشاكل الصحة العامة.

ما هي الإنجازات الصحية العامة و الوبائية التي حدثت لتحسين نوعية الحياة في جميع أنحاء العالم؟ثانيًا- تغير المناخ:

حين يأتي السؤال عن ما هي المشاكل الصحية العالمية؟ لن ننسى مشكلة تغير المناخ التي تواجهنا جميعًا، فلقد زاد الجفاف والفيضانات وأصبح الطقس حارًا بصورة عنيفة، وانتشرت حرائق الغابات، مما تسبب في وفاة البعض وحدوث الاضطرابات في العالم أجمع.

ثالثًا- البيئة:

أما فيما يخص البيئة كأحد مشاكل الصحة العامة فلم تسلم من التلوث، ولا سيما تلوث الهواء، إذ تعده منظمة الصحة العالمية من مسببات المرض والوفاة، كذلك وُجدت مادة كيميائية موجودة في البلاستيك تسمى PFAS (مواد السلفونات المشبعة بالفلور ألكيل) في بعض الأشخاص واكتشفوا ارتباطها ببعض الأمراض، مثل: السرطان، وضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، وانخفاض معدلات الخصوبة.

رابعًا- فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز):

لقد مات ملايين الأشخاص بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أحد أكبر مشاكل الصحة العامة، إذ يعيش ما يقرب من 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مع هذا المرض، ولا يزال متوطنًا في عديد من المناطق.

فبالرغم من وجود بعض العلاجات لمرض الإيدز إلا أنها باهظة الثمن، ويصعب على الكثير الوصول إليها، على الرغم من الجهود العالمية، يستمر فيروس نقص المناعة البشرية في الانتشار، ولا يوجد علاج متوفر، أو لقاح، بالرغم من المحاولات المستمرة للبحث عن لقاح.

لا ننسى مدى التأثير السلبي لفيروس نقص المناعة البشرية على القطاع الصحي، فلقد شكل تحديات هائلة تحاوط الأنظمة الصحية في البلدان النامية؛ فزاد الإنفاق العام على الرعاية الطبية، إذ أصبح هذا المرض من الأمراض التي تودي بحياة القطاع الصحي في البلدان النامية.

خامسًا- الصحة الريفية:

يواجه بعض الأشخاص عددًا من المشاكل الصحية في المجتمع الريفي، وكثيرًا ما يعيشون في مناطق تنعدم فيها خدمات الرعاية الصحية ويصعب الوصول إلى أطباء الرعاية الصحية الاولية والمستشفيات؛ فيضطر الكثير إلى  القيادة لساعات لتلقي خدمات الرعاية الصحية لكبار السن خاصة أو للولادة؛ لذا تعد خدمات الرعاية الصحية التحدي المطروح في القرى.

يمكن تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد كأحد الحلول لنقص الخدمات في القرى، فتساعد على مراقبة المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة وتسمح بتلقي خدمات الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن.

تمثل خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة أحد التحديات الصحية العاجلة التي تظهر في المناطق الريفية سواء في أماكن تقديم الخدمات الصحية أو في المدارس؛ مما يمثل سببًا لانتشار الأمراض والأوبئة والتأثير على صحة الأطفال ونموهم، لقد ذكرت منظمة اليونيسف أن الوصول لخدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة حق لكل طفل، ويعد من أساسيات التمتع بحقوق أخرى، مثل: الحق في البقاء والصحة.

لذلك تركز تدخلات اليونيسف بشأن خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة على توفير المياه الآمنة والتوعية بالنظافة الصحية.

سادسًا- أمراض القلب والأوعية الدموية:

تعد أمراض القلب والأوعية الدموية من مشاكل الصحة العامة، مثل: أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية، إذ تُعد من أهم أسباب الوفاة على مستوى العالم؛ مما شكل عبئًا اقتصاديًا على أنظمة الرعاية الصحية.

يمكن الوقاية من معظم أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال السيطرة على بعض عوامل الخطر القابلة للتعديل، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والسمنة، وهنا يظهر دور القطاع الصحي في رصد تلك العوامل.

سابعًا- أمراض الجهاز التنفسي السفلي:

يبدأ انتشار التهابات الجهاز التنفسي السفلي (LRI)، ولا سيما فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) والإنفلونزا، في عام 2023، على الرغم من انخفاض انتشارهم في 2020 بسبب الالتزام بالتدابير الاحترازية المصاحبة لجائحة كورونا، مثل استخدام الأقنعة والتباعد الاجتماعي، لذا مع توقفنا عن اتباع تلك التدابير لوحظ ظهور التهابات الجهاز التنفسي مجددًا، يساعد التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا في تقليل معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بسبب الإنفلونزا.

ثامنًا- تأثير الفقر على الصحة:

يبدو أن الفقر هو أهم الأسباب لعدم المساواة في الصحة، بسبب التوزيع غير المتكافئ للموارد، إذ تعد البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، هي الأسوأ صحيًا والأكثر تعددًا في أنواع المشاكل الصحية، مقارنة بالبلدان مرتفعة الدخل، لذا تُعد خدمات الرعاية الصحية التحدي المطروح في الدول النامية.

وبالبحث عن عدد الدول التي تفتقر مرافق الرعاية الصحية بها إلى خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة، وجد أن 38% من الدول منخفضة أو متوسطة الدخل تفتقر إلى الوصول إلى المياه، ويفتقر حوالي 19% من تلك الدول إلى الصرف الصحي، وحوالي 38% لا يجدون ماءً وصابونًا لغسل اليدين.

تحاول منظمة الصحة العالمية مع اليونيسف والحكومات والشركاء الآخرين، وضع خطة عالمية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، وضمان حصول جميع مرافق الرعاية الصحية على خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة والصحية.

تاسعًا- مرض السكري:

يُعد مرض السكري من المشاكل الصحية السائدة في المجتمع منذ زمن بعيد، تظهر بعض التدخلات في بعض البلدان من المنظمات والقطاع الصحي، وتحث الناس على ممارسة الرياضة والتوعية بمخاطر الإصابة بمرض السكري، والتوعية بطرق الوقاية، مثل: فقدان الوزن الزائد، والالتزام بالأنظمة الصحية الغذائية.

لقد زادت المحاولات لتسهيل الوصول إلى الأنسولين منخفض التكلفة والأدوية المضادة لمرض السكري عن طريق الفم؛ لتقليل مضاعفات الإصابة بمرض السكري، وتقليل عدد الوفيات الناتجة عنها.

عاشرًا- حوادث الطرق:

حين نتحدث عن مشاكل صحية شائعة لا يمكن أن ننسى حوادث الطرق (أحد أكبر مشاكل الصحة العامة)، وتشكل عبئًا على القطاع الصحي، وتعد أحد أهم أسباب الوفاة لمن تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 49 سنة، ويمكن تقليلها، من خلال التوعية بأهمية ارتداء الخوذات وأحزمة الأمان، والالتزام بحدود السرعة والقوانين.

ما هي الإنجازات الصحية العامة و الوبائية التي حدثت لتحسين نوعية الحياة في جميع أنحاء العالم؟

منذ تأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1984، ظهرت العديد من التحديات تواجه الصحة العامة والتي تطلبت حلولًا سريعة، إليك بعض ما أنجزته منظمة الصحة العالمية على مر السنين ونشرته في عام 2023: 

1. في عام 1945 بدأ التخطيط لإنشاء منظمة الصحة العالمية.
2. في عام 1948 بدأ تنفيذ أولى فاعلياتها بتركيز قوي على الحملات الجماعية؛ لمكافحة السل والملاريا والزهري والجدري والجذام، وذلك في اليوم السابع من شهر أبريل، والذي نحتفل به في وقتنا الحالي بيوم الصحة العالمي.
3. بدأ التطعيم ضد شلل الأطفال وبدأت الحملات على مستوى العالم بأهمية التطعيم في عام 1952.
4. تبنت منظمة الصحة العالمية مفهوم الصحة للجميع بعد المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية في عام 1978، وفي نفس العام أطلقت البرنامج العالمي لمكافحة الإسهال بمحلول الجفاف.
5. اكتُشِف أول دواء لعلاج فيروس نقص المناعة البشري في عام 1983.
6. ظهرت وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ، أي الجماع غير المحمي، في عام 1998.
7. بدأ التعاون بين الأمم المتحدة للوقاية من الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق، وأصدرت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أول تقرير عالمي عن ذلك التعاون في عام 2004.
8. أعلنت الأمم المتحدة عن مقاومة المضادات الحيوية في عام 2016 ودعت لاتخاذ إجراءات عالمية للسيطرة على مقاومة المضادات الحيوية.
9. ظهر أول علاج فموي لمرض السل المقاوم لكل المضادات الحيوية، وذلك في عام 2020.
10. أوصت منظمة الصحة العالمية في عام 2021 بلقاح الملاريا للأطفال، الذين يعيشون في مناطق انتقال الملاريا بنسب متوسطة أو مرتفعة.

كل ما ذكرناه مسبقًا يمثل بعض الإنجازات الصحية التي حدثت لتحسين نوعية الحياة عبر العالم، ومحاولة حل مشاكل الصحة العامة وتوفير حياة صحية مناسبة لجميع سكان العالم، تُرى هل يفعل كل منا دوره تجاه نفسه وأسرته ليقيهم من بعض تلك المشكلات التي تواجه الصحة العامة، ندعوكم لممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وتجنب التدخين لتجنب الإصابة بالأمراض، ونحاول المساهمة في التحديات الصحية العاجلة التي تواجه الصحة العامة، ولنرقى بأنفسنا ومجتمعاتنا.