حقائق وإحصائيات عن صناعة التمور، وما مستقبل صناعة التمور في العالم؟
- دليل التمور من المزرعة إلى المائدة
- فبراير 26, 2024
- 10 minutes read
- تدخل صناعة التمور في مجالات مختلفة، مثل: الطب، والكيمياء، والعقاقير، وبعض الصناعات الغذائية الصحية.
- تعد مصر أكبر منتجي التمور في العالم، لكن السعودية أكبر مستهلك للتمور عالميًا.
- ازدهرت صناعة التمور بعد استخدام التقنيات الحديثة وازداد استيراده خاصةً في أوروبا والولايات المتحدة.
تعد صناعة التمور واحدة من أهم مصادر الدخل القومي للدول المنتجة له في الشرق الأوسط، وتأتي تلك الأهمية الاقتصادية من دورها الفعال في خلق فرص العمل المتنوعة وتنمية المورد المادي، بالإضافة إلى دعم حركة التجارة.
وقد يجول في أذهاننا بعض التساؤلات؛ ما هي أكبر دولة عربية في انتاج التمور؟ وما هي الدولة التي لديها أفضل التمور جودة؟ لذلك أعددنا هذا المقال لنجيب عن كل هذه التساؤلات وأكثر، فهيا نبدأ..
أين بدأ تاريخ التمور؟
تشير كثير من الدراسات الحديثة إلى أن إنتاج التمور قد بدأ في منطقة المناخ شبه الاستوائي شمالي إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تنتشر زراعة النخيل على امتداد وادي النيل حتى نهري دجلة والفرات.
ما هي مراحل تصنيع التمور؟
تمر صناعة البلح بسلسلة من المراحل تبدأ بتوفير البيئة المناسبة للاستزراع مرورًا بمراحل نضج التمر حتى موسم الحصاد، وانتهاءً بمرحلة المعالجة والتخزين والدمج في الصناعات الغذائية المختلفة.
النخل نبات ثنائي الجنس أي يكون النخيل المؤنث منفصلًا عن النخيل المذكر، لذلك يحرص المزارعون على التلقيح بحبوب اللقاح يدويًا وإضافة السماد العضوي والتهذيب المنتظم للأغصان لضمان زيادة الإنتاج وجودته، كذلك تؤثر عوامل المناخ في نمو النخيل وحجم الإنتاج، وتعد درجة الحرارة المرتفعة، وتدني مستويات الرطوبة، وطول ساعات النهار -أي تعرُّض النبات إلى الشمس أوقات طويلة- الظروف المُثلى لنمو ثمار التمر حتى الحصاد.
موسم الحصاد وبشائر الفرحة
يعد موسم حصاد البلح الطازج قصيرًا، إذ يمتد من تموز إلى تشرين (من يوليو إلى أكتوبر) وفقًا لنوع البلح، ولكن يبدأ حصاد معظم أنواع التمور في شهر أيلول (سبتمبر).
وإذا ظل البلح على النخلة فإنه يستكمل مرحلة نضجه الأخيرة وهي مرحلة التمر، فيفقد جزءًا من الرطوبة داخله ويتغير لونه ويَضْعُف حجمه ووزنه، بينما تزداد حلاوته.
كيف يتم تصنيع التمور؟
قد يضطر المزارع إلى جمع التمر قبل مرحلة نضجه الأخيرة خوفًا من أن يفسد بفعل الأمطار أو الحشرات، فيلجأ إلى إنضاجه صناعيًا، إذ يبدأ بعدة خطوات أولها المعالجة بالتبخير، ثم إضافة الماء، ثم تعريضه لدرجة حرارة عالية، وأخيرًا تصنيفه إلى درجات تبعًا للحجم والجودة، ثم يحفظ في مكان جاف وبارد درجة حرارته من صفر إلى أربع درجات سيليزية.
أما الأنواع التي لم تمر بمراحل معالجة فيطلق عليها التمر الطبيعي، ويضاف إليها الماء أيضًا، لكن تغطى بمادة حلوة تحفظها، مثل شراب الجلوكوز.
وفي عالم صناعة التمر؛ قد ينتج بعض التمر عالي الرطوبة وتكون نسبتها فيه أكبر من 60%، وقد تنتج أنواع أخرى منخفضة الرطوبة أي أقل من 30% من وزن الثمرة.
طريقة تجفيف التمر في المنزل
يفضل كثير من الناس تجفيف التمور لما تتميز به التمور الجافة من محتوى عالٍ من السكريات ومدة صلاحية طويلة. وطريقة تجفيف التمر في المنزل سهلة التنفيذ لكنها تحتاج إلى مدة طويلة، إذ يمكن تعريض التمر للشمس أيامًا حتى يجف، لكن تعتمد هذه الطريقة على درجة حرارة الجو ومحتوى الرطوبة في الهواء.
توجد طريقة أخرى مناسبة في جميع الظروف وتقتصر على الخطوات الآتية:
- تُغسل حبات التمر جيدًا بالماء ثم تجفف.
- نضع التمر على صينية الفرن في درجة حرارة منخفضة من 50 إلى 80 درجة سيليزية ساعة ونصفًا إلى ساعتين تقريبًا، ليفقد محتوى الماء تدريجيًا.
ما فوائد صناعة التمور؟
إلى جانب فوائد التمر الغذائية المعروفة، تدخل صناعة التمور في كثير من مجالات الطب والعقاقير والكيمياء والصيد والبناء وزراعة البساتين وغيرها من الصناعات.
لكن لا يكتفي السوق الأجنبي عند أكل التمر طازجًا أو مجففًا، لكنه يدخل في عديد من الصناعات الغذائية الأخرى، مثل: المخبوزات، أو صناعة شراب التمر، أو ألواح الطاقة والحلوى.
ما هي الدولة الاولى في انتاج التمور؟
تعد مصر الدولة الأولى في إنتاج التمور في العالم، إذ تمتد أشجار النخيل بكثافة على طول وادي النيل ومصر العليا، لكن -وفق دراسة تابعة لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية- فإن نصيب مصر من تصدير التمور منخفض، إذ تواجه صناعة التمور المصرية تحديات عدة، منها:
- حروق الثمار بسبب تأخير الحصاد.
- ضعف جودة إنتاج بعض المزارع.
- تَخَمُّر الثمار وانفصال القشرة الخارجية.
- الإصابة بالآفات.
مناطق زراعة التمور
ونذكر فيما يأتي الدول التي تحتل المراكز الأولى في إنتاج التمر سنويًا وفقًا لما ورد في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وهي على الترتيب:
- مصر 1,747,715 طن.
- السعودية 1,565,830 طن.
- إيران 1,303,717 طن.
- الجزائر 1,188,803 طن.
- العراق 750,225 طن.
- باكستان 532,880 طن.
- السودان 460,096 طن.
- سلطنة عمان 374,200 طن.
- الإمارات العربية المتحدة 351,077 طن.
- تونس 345,000 طن.
هل السعودية اكبر منتج في العالم للتمر؟
تعد السعودية أكبر مستهلك للتمور في العالم وفقًا لما ورد في المكتبة الإلكترونية كابي (CABI) بتاريخ حزيران (يونيو) 2023، وتحتفل محافظات السعودية كل عام بإقامة مهرجانات التمور في موسم حصاد التمر.
صناعة التمور في السعودية
يقام على أرض التمور بمدينة بريدة -إحدى مدن محافظة القصيم في السعودية- أكبر سوق زراعي اقتصادي في العالم، حيث تصطف أكثر من 2000 سيارة محملة بآلاف الأطنان من أنواع التمور المختلفة لبيعها لزوار مهرجانات التمور.
يبدأ مهرجان التمور أول شهر آب (أغسطس) ويمتد إلى ثلاثة أشهر، ويضم أكثر من 45 نوعًا من التمر، مثل: البرحي، والسكري، والصقعي، والشقراء. وتقام على أرض المهرجان عديد من الفاعليات والأمسيات الثقافية التي تشجع الزوار على الحضور، مما يسْهم في توفير فرص عمل لمختلف الفئات.
كذلك تقيم محافظة العلا في السعودية مهرجان للتمور سنويًا لدعم مزارعي المحافظة في تسويق الأنواع الفاخرة من التمور التي تزخر بها أراضيهم، بالإضافة إلى عقد سوق مسائي يوميًا لبيع المشغولات المحلية وعرض الحِرَف اليدوية والاستمتاع بأنواع شهية من أطباق المطبخ السعودي الأصيل.
جودة إنتاج التمور
تعتمد جودة التمور على عدة عوامل، منها: نوع التمر، وظروف الزراعة والمناخ، وموعد الحصاد، وتؤثر جميعها في السمات الظاهرية للتمر ومذاقه. لذلك نجد أن أكثر أنواع التمر تفضيلًا لدى المستهلكين: العجوة، والخلاص، ودقلة نور، والمجدول، وجميعها ينتج في السعودية، لذلك تعد الدولة التي لديها أفضل التمور جودة في العالم.
الجانب الخفي وراء ازدهار صناعة التمور
قل استهلاك السكر الصناعي على نحو ملحوظ في أوروبا، وبدأ البحث عن مُحليات طبيعية أقل ضررًا منه، لذلك وقع اختيار المستهلك الأوروبي على التمر ومنتجاته بديلًا صحيًا.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز التمر بنكهة خاصة ولون مميز، فأصبح الاستغناء عن مكسبات الطعم والألوان الصناعية التي تضاف إلى الأطعمة أمرًا سهلًا.
كذلك بدأ المستهلك الأوروبي في استخدام التمر في صناعة المخبوزات والوصفات المنزلية، مما دفع منتجي التمور في أوروبا إلى إنتاج معجون التمر وشراب التمر وغيرها من المشتقات التي صُممت خصيصًا للأشخاص ذوي الحِمية الصحية والنباتيين.
أما عن الرياضيين فقد وجدوا في ألواح التمر حلًا نموذجيًا للوجبة الخفيفة عالية الطاقة قبل التمرين أو بعده، إذ تعد من الأكلات بطيئة الهضم، التي لا ترفع نسبة السكر في الدم بصورة مفاجئة.
أهمية صناعة التمور في العالم
يوجد أكثر من 3000 نوع من التمور في العالم، ويفوق حجم الإنتاج العالمي للتمور 5.4 ملايين طن سنويًا، وتبلغ صادرات الدول المنتجة للتمور 500 ألف طن سنويًا، وبمقارنة حجم الصادرات مع حجم الإنتاج العالمي السنوي السابق ذكره نجد أن معظم إنتاج هذه البلدان من التمور يُستهلك محليًا.
جدير بالذكر أن عدة عوامل سياسية واقتصادية، كذلك التغيرات المناخية المفاجئة، تتحكم في صناعة التمور؛ ما يسبب تلف المحصول أو فساد المخزون.
منتجات التمور في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية
تعد فرنسا من أكبر الأسواق الأوروبية وأعلاها سعرًا في تجارة التمور، وتأتي أغلب التمور من تونس والجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، ويعد تمر دقلة نور أكثر الأنواع استيرادًا في السوق الفرنسي.
أما عن التمر المعروض في السوق البريطاني؛ فيأتي أغلبه من منتجي التمور في إيران وتونس وباكستان، كذلك فرنسا التي تُدخِل بعض أنواع التمور المستوردة في صناعات مشتقة ثم تعيد تصديرها إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
وأما الولايات المتحدة الأمريكية فيبدأ موسم الحصاد والتسويق من منتصف آب إلى منتصف آذار( منتصف أغسطس إلى منتصف مارس)، وقد يترك المزارعون الثمار على النخل مدة أطول حتى تمام النضج لمَد مدة التخزين.
وتعد ولاية كاليفورنيا الأعلى إنتاجًا للتمر في الولايات المتحدة، تحديدًا في وادي كواتشيلا جنوب الولاية، وقد بلغ إنتاجها ما يقرب إلى 60 ألف طن من التمر بقيمة تفوق 228 مليون دولار.
وتختلف أسعار صادرات التمور من دولة إلى أخرى وفقًا لنوع التمر، فيكون أعلاها سعرًا القادم من تونس والجزائر والولايات المتحدة.
مستقبل صناعة التمور
تطورت صناعة التمور في الآونة الأخيرة في جميع مراحلها، بدءًا من الاستزراع والحصاد، مرورًا بالمعالجة وتخزين التمر وصولًا إلى التسويق، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها:
- استخدام منتجي التمور الصناديقَ البلاستيكية في النقل والتوزيع.
- استخدام طاولات تعمل بالاهتزاز أو الدحرجة لفحص المحصول وتصنيفه، بدلًا من طريقة الضغط اليدوي على الثمرة.
- الاعتماد على تفريغ الهواء بالتبخير للتعقيم وإضافة غاز الفوسفين للقضاء على الحشرات.
- التحكم في معدل الرطوبة في مرحلة التعبئة للحفاظ على جودة عالية لمحصول التمر.
- تسويق التمر في مرحلتي الخلال والرطب في حاويات مبردة للحفاظ عليه أطول مدة ممكنة.
- تجهيز حاويات خاصة لتصدير التمور ونقلها إلى الأسواق العالمية.
مع ذلك يجب الحذر من تعرض المنطقة العربية لانخفاض إنتاج التمور في المستقبل، ويرجع ذلك إلى تغير المناخ الذي قد يؤثر تأثيرًا مباشرًا في انتشار زراعة التمر وتخزين المحصول، وجودة الإنتاج وحجمه.
الملخص
استحوذت صناعة التمور على اهتمام العالم، فأقبلت الدول الغربية على المشاركة في رسم مستقبل جديد لهذه الصناعة، لذلك عرضنا مراحل تطور صناعة التمر، وآخر إحصائية لأكبر الدول إنتاجًا للتمور، وجاء على رأسها مصر الأعلى في إنتاج التمور المصرية.
كذلك قدمنا نبذة عن مهرجانات التمور التي تقام سنويًا في السعودية، بهدف مساعدة المزارعين في تسويق التمور ونشر أجواء البهجة بين الزوار ورفع مستوى الوعي بأهمية هذه الصناعة في الشرق الأوسط.
المصطلحات العلمية
هما مرحلتان من مراحل نضج ثمار البلح الخمس: الحبوب، والكمري، والخلال، والرطب، والتمر.