ماذا يفعل البروتين لجسمك، وهل البروتين يزيد الوزن أم ينقصه؟

  • يتوفر البروتين في كثير من الأطعمة، من مصادر مختلفة، بعضها مصادر حيوانية، وأخرى نباتية.

  • يؤدي نقص البروتين إلى نقص كتلة العضلات، والعديد من الأمراض الخطيرة، مثل: أمراض القلب، والسكري.

  • تتعدد وظائف البروتين في جسم الإنسان، وتتمثل في: مصدر جيد للطاقة، تعزيز الجهاز المناعي. 

تتمثل البروتينات على هيئة جزيئات كبيرة ومعقدة تؤدي عددًا من الأدوار المحورية في جسم الإنسان؛ إذ إنّها ضرورية لأغلب الوظائف الخلوية، ومن أجل بناء الانسجة والأعضاء بالجسم، كذلك مصدر الطاقة للجسم إلى جانب الكربوهيدرات.

يتكون البروتين من سلسلة واحدة أو أكثر من سلاسل طويلة مطوية من الاحماض الامينية، تدعى كلٌّ منها بولي ببتيد، ويتمُّ تحديد وتباين تسلسلها من خلال تسلسل الحمض النووي للجين المشفّر للبروتين.

يجدر بالذكر معرفة أنَّ أكثر أنواع البروتين شيوعًا تلك التي تشكِّل الهياكل، مثل: العضلات، ولعلَّ أهم نوعٍ من أنواع البروتين تلك التي تشكل ما يعرف بالإنزيمات التي تساعد الجسم على إجراء جميع التفاعلات الكميائية؛ لبقائه على قيد الحياة.

نسرد لكم في هذا المقال الإجابة الشاملة حول كلِّ ما يتعلّق بسؤال: ماذا يفعل البروتين لجسمك؟ وما هي أنواع البروتين للجسم؟ وكيفية حساب البروتين في الجسم، فتابعوا معنا المزيد.

 

أهم مصادر البروتين

نجد أنه عند تحليل البروتين في الجسم يتكون أكثر من عشرين لبنة أساسية تدعى الاحماض الامينية، وتجدر الإشارة إلى أنّه لايمكن للجسم تخزين تلك الاحماض الامينية، ولذلك يحصل جسمك على البروتين من خلال تصنعيه بدايةً من الصفر، أو إحداث تعديل على الاحماض الامينية الأساسية التي تتمثّل في تسعة  صور من الاحماض الامينية نحصل عليها من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتتضمن ما يأتي:

  • هيستيدين.
  • إيزولوسين.
  • ليسين.
  • ليسين.
  • ميثيونين.
  •  فينيل ألانين.
  •  ثريونين.
  • تريبتوفان.
  • وفالين.

تتعدد مصادر بروتين فنجد مجموعة من الاطعمة تحتوي على بروتينات كاملة، وأخرى تحتوى على بروتينات غير مكتملة، ولعلّ الأمر يكمن في كمية الاحماض الامينية المتوفرة في تلك الأطعمة.

تحتوي البروتينات الكاملة على جميع الاحماض الامينية الأساسية، وتتمثل في المنتجات الحيوانية، مثل: منتجات الألبان، واللحوم، والبيض. كذلك تحتوي بعض الأطعمة النباتية على بروتينات كاملة، وتتمثل في: منتجات الكينوا، والحنطة السوداء، وبذور القنب، والطحالب الخضراء، ومنتجات فول الصويا، مثل: التوفو. بينما تتمثل البروتينات غير المكتملة في أغلب المنتجات النباتية الباقية، ولذلك يفضل إدراجها بالتزامن مع أطعمة أخرى غنية بالبروتينات الكاملة.

تفتقر غالبًا الأطعمة النباتية، مثل: الفواكه، والخضروات، والحبوب والمكسرات والبذور إلى واحدٍ أو أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية، لذلك يمكن لأولئك الذين يمتنعون عن تناول الأطعمة الحيوانية (النباتيون) أنْ يتناولوا مجموعةً متنوعةً من الأطعمة النباتية المحتوية على البروتين الكامل، كلَّ يومٍ من أجل الحصول على جميع الأحماض الأمينية اللازمة لصنع بروتين جديد، فضلًا عن اختيار دمج بروتينات نباتية كاملة، مثل: بذور الكينوا و الشيا. 

ويمكن أيضًا تصنيف مصادر البروتين في فئاتٍ مختلفةٍ تتضمّن بعض المصادر الجيدة للبروتين، مثل:

  • المأكولات البحرية، مثل: السلمون والأنشوجة. 
  • اللحوم والدواجن والبيض.
  • الفاصولياء والبازلاء والعدس.
  •  المكسرات والبذور.
  • منتجات الصويا. 

 

ماذا يفعل البروتين لجسمك؟

يوجد البروتين في صورٍ مختلفةٍ داخل الجسم، ويؤدي دورًا محوريًّا في إتمام عددٍ من الوظائف الفسيولوجية، لك أن تتخيل ماذا يفعل البروتين لجسمك! وتتمثّل تلك الوظائف فيما يأتي:

 

بناء الجسم وإصلاحه

 تعدُّ البروتينات أهمّ عنصر غذائي في الجسم؛ إذ إنّها ضرورية لنمو انسجة الجسم، وصيانتها وإصلاحها، كذلك يوجد البروتين في الشعر والجلد والعينين والعضلات، وتقريباً في كلِّ جزءٍ من أجزاء الجسم.

وتعدُّ متطلبات البروتين للأطفال لكلِّ كيلوغرام من وزن الجسم أعلى بصورةٍ عامةٍ من احتياجات البالغين؛ وذلك بسبب حدوث الكثير من النمو والتطور لأنسجة الجسم في هذه المرحلة. 

 

تكوين هيكل الجسم

يُسهم البروتين في تكوين العضلات، والعظام، والغضاريف، والاوتار، وهو ما يحتاجه الجسم لتكوين هيكله العام.

 

 يساهم الجسم في إمداده بالعناصر الغذائية

تحتوي خلايا الدم الحمراء على مركب بروتيني يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، ممّا يُسهم ذلك في إمداد جسمك بالكامل بالعناصر الغذائية التي يحتاجها. 

 

توازن السوائل

تنظّم سوائل الجسم من خلال البروتينات الموجودة في الدم، مثل: الألبومين والجلوبيولين، وتولد هذه البروتينات ضغطًا داخل الاوعية الدموية، فيسحب السوائل ويحتفظ بها، ففي حال انخفاض تركيز البروتين في الدم، ينتقل السائل من الاوعية الدموية إلى مساحات الأنسجة، ويؤدي تراكم هذا السائل داخل مساحات الأنسجة إلى حدوث تورم أو وذمة. 

 

تعزيز الجهاز المناعي بالجسم

يؤدي البروتين دورًا محوريًّا في تعزيز جهاز المناعة بالجسم؛ إذ تتكون الاجسام المضادة من بروتينات استجابةً للعدوى، كذلك بعض الإنزيمات التي تدمّر جدران خلايا البكتيريا، مصنوعة من البروتينات. 

 

مصدر الطاقة

تتضمن وظيفة البروتين في جسم الانسان توفير مصدر الطاقة للجسم، جنبًا إلى جنب مع الكربوهيدرات؛ إذ  يوفّر جرامٌ واحدٌ من البروتين 4 سعرات حرارية من الطاقة، وهي نفس كمية الطاقة التي يوفرها جرامٌ واحدٌ من الكربوهيدرات. 

علاوة على أنَّه يفضل الجسم الكربوهيدرات كمصدر للطاقة، ويستخدم البروتين فقط كخيارٍ أخير؛ لتوفير الطاقة في حالات محدّدة، وتتمثل في: الصيام أكثر من 24 ساعة بدون وجبات، أو تناول القليل من الكربوهيدرات لفترة طويلة، أو بعد ممارسة التمارين الرياضية الطويلة والمكثفة دون تناول سعراتٍ حراريةٍ كافية. 

 

مخاطر نقص البروتين داخل الجسم

تناول مصادر البروتين الصحية، مثل: الفول، أو المكسرات، أو الأسماك، أو الدواجن عوضًا عن اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والموت المبكر، وتتمثل تلك الأمراض فيما يأتي:

 

امراض القلب

تشير الأبحاث أن تناول كمياتٍ صغيرةٍ من اللحوم الحمراء، وخاصة اللحوم الحمراء المصنعة بصورةٍ منتظمةٍ يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وعلى العكس من ذلك، يبدو أنَّ استبدال اللحوم الحمراء والمعالجة بمصادر بروتينية صحية، مثل: الفاصولياء، وأطعمة الصويا، والمكسرات، والأسماك، والدواجن يقلّل من هذه المخاطر.

يعود السبب وراء ارتباط مصادر البروتين النباتية بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية، مقارنةً بالبروتين الموجود في اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، هو اختلاف أنواع الدهون في أنواع البروتينات النباتية.

 

تجنب الإصابة بالمرض السكري

يعود الأمر برمته إلى مصدر البروتين الذي يتناوله الفرد، وليس كميته؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ تناول الأطعمة الغنية بالبروتين من مصادر حيوانية، مثل: منتجات الألبان، أو اللحوم الحمراء، يزيد من فرص الإصابة بداء السكري، بينما يرتبط تناول المكسرات والبقوليات والدواجن بتقليل تلك المخاطر.

 

تعزيز الجهاز المناعي

يحسِّن استهلاك البروتين من الوظيفة المناعية للجسم، ويقلل من التعرُّض للعدوى؛ وذلك يعود إلى أنَّ نقص السعرات الحرارية التي يتضمنها البروتين، يضعف مناعة الميكروب، وخاصة نظام الخلايا التائية التي تزيد من فرص العدوى الانتهازية. 

 

الوقاية من هشاشة العظام

تشير الدراسات مؤخرًا إلى أنّ البروتين الغذائي مكوّنٌ مهمٌّ لصحة العظام؛ وذلك لكونه يؤدي دورًا مهمًّا في الوقاية من هشاشة العظام.

وتوصي المؤسسة الدولية لهشاشة العظام (IOF) والجمعية الأوروبية للجوانب السريرية، والاقتصادية لهشاشة العظام، وهشاشة العظام وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي (ESCEO) بأنَّ مستويات البروتين الغذائي التي تزيد عن الكمية اليومية، قد تساعد في تقليل فقدان العظام ومخاطر كسر الورك، بشرط أنْ يكون مدخول الكالسيوم كافياً. 

 

هل البروتين يزيد الوزن أم ينقصه؟

مثلما ذكرنا سابقًا أنَّ مصدر البروتين أهمّ من كمية البروتين المتناولة، وجدت كثيرٌ من الدراسات أنّ تناول اللحوم الحمراء والمعالجة قد يزيد من الوزن مقارنةً بتناول مصادر البروتين النباتية، أو تناول اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك.

 

هل يجب تناول البروتين يوميا؟

تُوصي الأكاديمية الوطنية للطب بتناول ما لا يقل عن 0.8 جرام من البروتين لكلّ كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا للشخص البالغ،  أو ما يزيد قليلاً عن 7 جرام لكلّ 20 رطلاً من وزن الجسم.

ففي حال الشخص الذي يزن 140 رطلًا، فهذا يعني أنّه بحاجة إلى 50 جرامًا من البروتين يوميًا، بينما يحتاج الشخص الذي يزن 200 رطلٍ حوالي 70 جرامًا من البروتين يوميًا. 

 

ماذا يحدث إذا اكلت بروتين أكثر من احتياجك؟

لا يستطيع الجسم تخزين ما يزيد عن نسبة البروتين في جسم الانسان الطبيعية، إذ إنّه في حال زيادة البروتين بالجسم، قد يشكل عبئًا على العظام والكلى والكبد، ولا تقتصر أضرار البروتين للجسم إلى هذا الأمر فقط، بل قد تعزّز الأنظمة الغذائية عالية البروتين، مثل: اللحوم مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، بسبب تناول الدهون المشبعة والكوليسترول، أو حتى السرطان.

 

المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض نقص البروتين في الجسم

تُشير الأبحاث إلى أنّه يعاني حوالي 1 مليار شخصٍ في جميع أنحاء العالم  نقص البروتين، ولعلّ أكثرهم عرضة هم:

  •  النباتيون .
  • كبار السن. 
  •  الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على الامتصاص، مثل: مرض الاضطرابات الهضمية أو مرض كرون الذي يؤدي إلى قلة امتصاص العناصر الغذائية.

توفر النباتات كمية أقل من البروتين، وعادة ما يكون هضمها أكثر صعوبةً من المصادر الحيوانية، ممّا يعرّض النباتيين لخطر نقص البروتين، ومع ذلك يمكن تلبية متطلبات البروتين، إذا تمّ تضمين مصادر البروتين النباتي الكافية في نظامهم الغذائي.

ويعدُّ كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بنقص البروتين، وذلك يعود إلى تناولهم كميات أقل من الطعام، ممّا يحدُّ من عدد العناصر الغذائية التي يتلقونها.

يعتبر الداء البطني ومرض كرون من أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية مثل البروتين، ولذلك يُنصح الأفراد في هذه المجموعة بتضمين الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من البروتين في نظامهم الغذائي. 

 

الكميات الموصى بها

وفقًا للإرشادات الغذائية للأمريكيين 2020 – 2025، فإنَّه ينبغي أنْ يشكِّل البروتين حوالي 10٪ إلى 35٪ من سعرات حرارية يومية للشخص، وتعتمد الكمية اليومية من تناول البروتين على عدّة عوامل، مثل: العمر، والطول، والجنس، والوزن، ومستوى النشاط البدني.

كذلك ينبغى أنْ يستهلك البالغون 0.8 جرامٍ على الأقل من البروتين لكلّ كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا، ويمكنك معرفة كيفية حساب البروتين في الجسم من خلال استشارة أخصائي تغذية علاجية، يحدّد لك الكمية المناسبة وفقًا للعوامل المذكورة أعلاه. 

ختامًا، إنَّ معرفة إجابة السؤال: ماذا يفعل البروتين لجسمك؟ سيسهل عليك الأمر لمعرفة أهم فوائد البروتين في الجسم، ومدى ضرورة إدراج البروتينات ضمن أيّ نظام غذائي متبع، ولذلك ننصح بشدّة استشارة أخصائي تغذية علاجية لمن يهمه الأمر، ويريد بناء جسم سليم وصحي.

الملخص

يعدُّ البروتين أهمّ مصدر غذائي للجسم، فهو المسؤول عن بناء وتكوين جميع انسجة الجسم، مثل: الجلد والشعر، كما أنَّه مصدر الطاقة للجسم في بعض الأنظمة الغذائية، وبمجرد معرفتك ماذا يفعل البروتين لجسمك، يمكنك التنبؤ بأهمّ مخاطر نقصه في الجسم، والأمراض المرتبطة بذلك.

 

يعاني أغلب النباتيين من نقص في عنصر البروتين؛ وذلك لعدم إشباعهم  بالأطعمة الغنية بالبروتينات المكتملة مثلما ذكرنا سابقًا، كذلك من يعاني من مشكلات في الجهاز الهضمي، تقلّل من امتصاص العناصر الغذائية، ينبغي لهم توخي الحذر، والاهتمام بتناول قدر كبير من البروتين ضمن أيِّ نظام غذائي متبع.

المصطلحات العلمية

العدوى الانتهازية:

هي تلك العدوى التي تصيب الشخص صاحب الجهاز المناعي الضعيف عن دونه، أي أنّها لا تسبّب العدوى في الشخص السليم الطبيعي، بينما تستغل ضعف الجهاز المناعي لدى الشخص، وتصيبه بالعدوى.

 

كُتب بواسطة:

Walaa Emam
مشاركة
Facebook
Email
LinkedIn
Tumblr

Related post

TERMS AND CONDITIONS

Welcome to 7D VARIETY! We are delighted that you have decided to join our passionate community of writers. By agreeing to become a part of our community, you acknowledge and accept the following terms and conditions:

  • Personal Information Access: As a community member, you grant 7D VARIETY permission to collect your personal information, including name, contact details, and other relevant data for communication and content management. We are committed to ensuring the security and privacy of your personal information in accordance with our Privacy Policy.
  • Editing and Publishing of Articles: By submitting your content to 7D VARIETY, you grant us the non-exclusive right to edit, modify, and publish it on our platforms. We’ll make necessary edits for clarity, style, or grammar while preserving the integrity of your original work.
  • Copyright and Intellectual Property: By submitting content to 7D VARIETY, you affirm its originality and non-infringement of third-party rights. By agreeing to the terms, you grant 7D VARIETY an irrevocable, royalty-free license to use, reproduce, distribute, and display your content on our platforms and in related marketing materials.

By submitting this form, you signify your understanding and agreement to these terms and conditions.

قم بالاشتراك في النشرة الإخبارية لدينا!

Dates filled with wallnuts
Thank you for subscribing to our 7DVARIETY Daily Newsletter
Trusted Source

PubMed Central

Go to source