• يساعد تناول الأم المرضعة التمر على إمدادها بالفيتامينات والمعادن والبروتين والسكريات الطبيعية والألياف، ومضادات الأكسدة.
• يُحفِّز التمر إنتاج هرمون البرولاكتين الذي يحفز الرضاعة الطبيعية ويُدِرُّ الحليب.
• يمكن إضافة التمر إلى النظام الغذائي للأم المرضعة بطرق مختلفة نستعرضها في المقال.

يعتمد مستقبل المجتمع على صحة أطفاله، لذا من المهم الاهتمام بالتغذية، ولعل أهم مدة في تغذية الأطفال هي مرحلة الرضاعة الطبيعية؛ إذ يحصل الرضيع على كل ما يحتاج إليه جسمه في الأشهر الأولى من الرضاعة الطبيعية؛ ويختلف حليب الأم مع تطور الرضيع؛ ليتناسب مع ما يحتاج إليه لينمو بدنيًا ويتطور ذهنيًا.

 لذا تسعى كل أم مرضعة إلى إدرار الحليب بكثرة، وتبحث مرارًا وتكرارًا عن أطعمة تجعل حليب الأم مُشْبِعًا، وتحفز الرضاعة الطبيعية لتُدْرِجَهَا في نظامها الغذائي.

ومن هنا كان الهدف من المقال أن نوضح فوائد التمر للمرضعة ونجيب عن عديد من التساؤلات، مثل:

• هل التمر يساعد على ادرار الحليب؟
• هل هناك مشروبات تدر الحليب بسرعة؟
• هل التمر مفيد للرضاعة الطبيعية؟
• هل أكل التمر الأم المرضعة يؤثر على الرضيع؟

كونوا معنا لتحصلوا على إجابات وافية لكل ما يدور في أذهانكم عن فوائد التمر للمرضعة والنظام الغذائي المناسب للأم المرضعة.

فوائد الرضاعة الطبيعية

ينتج حليب الأم مباشرة من ثدي الأم بعد الولادة، ويُعد أفضل طعام للرضيع؛ إذ يحتوي على كثير من العناصر التي تحمي الطفل من الإصابة بالأمراض المُعدية والالتهابات، وتحميه من متلازمة موت الرُّضَّع المفاجئ.

يحتوي لبن الأم على العناصر الغذائية المهمة لنمو مخ الطفل وتطور جهازه العصبي؛ إذ وُجد أن الأطفال الذين اعتمدوا في أول حياتهم على الرضاعة الطبيعية يؤدون أداءً أفضل في اختبارات الذكاء.

كذلك يساعد حليب الأم على تقليل خطر الإصابة بالرَّبْو ومشكلات الجلد المتعلقة بالحساسية ومشكلات الجهاز الهضمي وسرطان الدم والسُّمْنة ومرض السكر.

هل التمر يدر الحليب؟

كثيرًا ما تضطر الأم المرضعة إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية بسبب قلة الحليب، وعدم شعور الطفل بالشبع، لذا ننصح الأمهات باتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن، ونوصي بإدراج التمر في النظام الغذائي للاستفادة من فوائده للأم المرضعة ولطفلها الرضيع.

من فوائد التمر للمرضعة أنه يساعد على إدرار الحليب، ويرجع ذلك إلى دور التمر في تحفيز إنتاج هرمون البرولاكتين وهو الهرمون المحفِّز لإنتاج حليب الأم.

توجد عديد من الدراسات تؤكد فوائد التمر للمرضعة؛ إذ أُجريت دراسة عام 2021 لتدرس تأثير تناول التمر في حليب الأم، ووُجد أن البوتاسيوم الموجود في التمر يساعد على إدرار حليب الأم.

ذكرت دراسة أخرى أُجريت عام 2021 أن تناول التمر قد يؤثر إيجابًا في كميات لبن الأم؛ إذ أثبتت الدراسة أن إدراج التمر في النظام الغذائي بمعدل 10 تمرات في اليوم، قد أدى إلى زيادة حليب الأم بمعدل 11% في الأسبوع الثاني بعد تناوله، وبمعدل 23% في الأسبوع الرابع.

فوائد التمر للمرضعة

يساعد تناول الأم المرضعة التمر علي إمدادها بالعناصر الغذائية المهمة، مثل: 

• الفيتامينات، مثل: فيتامين ج، وفيتامين ب5، وفيتامين ب9 (حمض الفوليك)، وفيتامين ب3.
• المعادن، مثل: الكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، والنُّحاس، والبورون، والكوبالت، والفلور، والمغنيسيوم، والمنجنيز، والزنك.
• البروتين.
• الألياف.
• السكريات؛ إذ تتوفر بنسبة تصل إلى 80% من وزن التمر، مثل: الجلوكوز، والفركتوز.
• الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المحفِّز للولادة الطبيعية.
• مضادات الأكسدة الطبيعية.
• الستيرولات، وهي مركبات طبيعية تحمل فوائد مختلفة.

من فوائد التمر للمرضعة أنه يحتوي على الستيرولات التي تساعد على زيادة إنتاج الهرمونات الأنثوية، مثل: الأستروجين والبروجيسترون، اللَّذَيْنِ لهما دور في زيادة قنوات الحليب بالثدي، ومن ثم زيادة إنتاج حليب الأم.

كذلك يحتوي التمر علي الأوكسيتوسين الذي يزيد من انقباضات الرحم استعدادًا للولادة الطبيعية، أيضًا يساعد تناول التمر في النظام الغذائي على إنتاج هرمون البرولاكتين الذي يحفِّز الرضاعة الطبيعية وإنتاج الحليب؛ مما يوضح كثرة فوائد التمر للمرضعة.

ذكرت دراسة فوائد التمر للمرضعة التي وضعت رضيعها للتوِّ في تقليل كمية النزيف بعد الولادة الطبيعية، وأكدت الدراسة أهمية إضافة التمر إلى  النظام الغذائي للأم بعد الولادة.

طرق إضافة التمر في النظام الغذائي

يمكن الاستفادة من فوائد التمر للمرضعة ولا سيما في رمضان بالإفطار على التمر وَحْدَهُ أو مع الحليب، كذلك يمكن تناولُه وجبةً خفيفةً بين الوجبات الرئيسة أو إضافة التمر علي العصائر أو المخبوزات أو على الشوفان، ويمكن استخدام منتجات التمور، مثل: 

• دبس التمر.
• سكر التمر.
• معجون التمر.
• خل التمر.

10 أطعمة أخرى مفيدة للمرضع

إليك بعض الأطعمة الأخرى التي يجب على الأم المرضعة إدراجها في النظام الغذائي لتساعد على إدرار الحليب، ومنها:

1. الحبوب الكاملة، مثل الخبز والأرز والمعكرونة ودقيق الشوفان.
   تُعد جميعًا من الكربوهيدرات المعقَّدة التي تشعر الأم بالشبع مدةً طويلة وتحافظ على مستويات السكر في الدم ثابتة، وتساعد على الهضم.
2. السلمون، والسردين
   يُعد كل منهما مصدرًا جيدًا للبروتين والفيتامينات، مثل: فيتامين ب12 والأوميجا-3، وفيتامين د.
3. اللحم البقري
   يحتوي اللحم البقري على الزنك الذي تحتاج إليه الأم المرضعة بكمية أكبر، كذلك يحتوي على الحديد وفيتامين ب والأوميجا-3.
4. البيض
   يحتوي البيض على البروتين وفيتامين د وفيتامين ب12 وفيتامين ب6 وفيتامين ب9.
5. الخضراوات الورقية
   تتميز الخضراوات الورقية بمحتواها الغني بالفيتامينات، مثل: فيتامين أ وفيتامين ج، وفيتامين ك، وفيتامين ه‍، بالإضافة إلى الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة والمعادن، مثل الكالسيوم، كذلك تساعد الخضراوات الورقية على خسارة الوزن؛ إذ تُعد من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية.
6. البطاطا الحلوة
   تحتوي على فيتامين أ المهم للنظر ونمو العظام والمناعة، كذلك تُعد من أفضل المصادر الغنية بالبوتاسيوم.
   يعتمد الرضيع على الرضاعة الطبيعية لإشباع حاجته من فيتامين أ، لذلك لن تجد طفلًا يعاني نقص فيتامين أ؛ إلا وكانت أمه تعاني النقص نفسه.
7. البقوليات، مثل: الفاصوليا.
   تُعد مصدرًا جيدًا للبروتين والحديد والألياف، كذلك تعمل على تحفيز جهاز المناعة وإصلاح الحمض النووي وتقليل التلف التأكْسُدي للخلايا الذي قد يتسبب في حدوث السرطان، كذلك تساعد على تنظيم الهرمونات.
8. المكسرات
   تحتوي على البروتين والألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والدهون الصحية الأحادية غير المشبعة. 
9. المشمش
   للمشمش دور يشبه دور التمر في إدرار الحليب؛ إذ يمكن أن يؤدي تناول المشمش إلى زيادة البرولاكتين، وهو الهرمون الذي يُحفِّز إنتاج الحليب، كذلك  يحتوي المشمش على العناصر الغذائية الأساسية، مثل: الألياف الغذائية، وفيتامين أ، وفيتامين ج، والبوتاسيوم.
10. الزبادي
    يساعد الزبادي على توفير الكميات التي تحتاج اليها الأم المرضعة من الكالسيوم، ولكن يجب الحذر في حالة إصابة الطفل بحساسية حليب البقر، أو ما نسميه بعدم تحمل بروتين الحليب، فيجب التوقف وقتها عن تناول الحليب ومنتجاته.

حين يأتي الحديث عن المشروبات التي تساعد على إدرار الحليب لا ننسى دور الحلبة، إذ تساعد على  تعزيز الرضاعة الطبيعية وزيادة إنتاج حليب الثدي.

ختامًا، لا جدال في أهمية الرضاعة الطبيعية، لذا لا بد لكل أم أن تسعى إلى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ولا ننسى الاستفادة من فوائد التمر للمرضعة بإدراجه في النظام الغذائي؛ إذ يساعد على إدرار الحليب، بجانب الفوائد الأخرى التي ذكرناها آنفًا.