النشاط المضاد للبكتيريا لبوليفينول دبس تمر
- دراسات وابحاث
- مارس 3, 2025
- 6 minutes read
عنوان الدراسة/ النشاط المضاد للبكتيريا لبوليفينول دبس تمر ضد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية
الباحثون/هاجر طالب، سارة إي مادوكس، كيث موريس، د. كانكانيان.
قد تتسبب بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية في بعض الجروح والالتهابات المزمنة، التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة. من هنا زاد الاهتمام بالمنتجات النباتية والمركبات المشتقة طبيعيًا، مثل الصبار والعسل والكركمين، لتكون عواملَ مساعدة مضادة للميكروبات.
لقد استخدمت القبائل البدوية في الشرق الأوسط دبس تمر عاملًا مضادًا للميكروبات لشفاء الجروح، وكانت تستخدم ثمار نخيل التمر في علاج الاضطرابات المعوية، وحبوب لقاح النخيل في تعزيز الخصوبة، ووُجد أيضًا أن نواة نخيل التمر تدخل في علاجات الجلد الطبية.
النشاط المضاد للبكتيريا لبوليفينول دبس تمر ضد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية
لاحتواء دبس تمر على العديد من مركبات البوليفينول النشط بيولوجيًا، الذي يُعرَف بأنه من العوامل المحتملة المضادة للميكروبات، فإن هذه الدراسة تهدف إلى تحديد نشاط دبس التمر ضد الجراثيم، والبكتيريا الموجبة لجرام، والبكتيريا السالبة لجرام، وتحديد ما إذا كان هذا النشاط يتأثر بالمركبات الكيميائية النباتية الموجودة بدبس تمر (البوليفينول)، وتحديد قابلية البكتيريا للإجهاد التأكسدي الناتج عن بيروكسيد الهيدروجين المتولد من البوليفينول.
تحضير دبس تمر طبيعي لاختبار مضادات البكتيريا
أُنتج أفضل دبس تمر من صنف الخضراوي، وخُزن عند 4 درجات مئوية، وكان الدبس الناتج خامًا وغير معالج، لكن لم يكن دبس التمر مُعقمًا ولم يكن مناسبًا على الفور لاختبار الحساسية المضادة للبكتيريا؛ لذلك أجرى الباحثون طرق تعقيم مختلفة؛ لتحديد الطريقة المثالية لدبس تمر الخضراوي مع عدم التأثير في مكوناته.
لقد أُجرى التعقيم باستخدام الأسيتون المذيب، إذ خلطوا نحو 200 جم من دبس تمر اصلي جيدًا ونقعوها في 200 مل من الأسيتون 48 ساعة عند درجة حرارة الغرفة، وبعدها رُشح الخليط المتجانس من خلال ورق الترشيح، وبُخِّر المذيب تحت التبخر الدوَّار عند 40 درجة مئوية؛ لضمان إزالة الأسيتون بالكامل، وصل التركيز النهائي إلى 50 مجم/مل دبس تمر.
إعداد دبس تمر الاصطناعي
أجرى الباحثون التحليل اللوني السائل (HPLC) على السكريات الموجودة في دبس تمر؛ لتحديد النسبة المئوية لمكونات السكر الفردية، التي كانت:
- سكروز بنسبة 7.6%.
- فركتوز بنسبة 46.13%.
- جلوكوز بنسبة 46.3%.
حُضِّر 100 جرام دبس تمر الاصطناعي بخلط ما يناسب هذه النسب السابقة من السكريات وهي: 4.79 جرامات سكروز، 29.05 جرام فركتوز، 29.13 جرام جلوكوز في ماء معقَّم منزوع الأيونات، وسُخِّن في حمام مائي عند درجة حرارة 50 درجة مئوية 10 دقائق لضمان الذوبان الكامل للسكر.
استخلاص جزيء الفلافونويد والفينول من دبس تمر على الراتنج XAD-2
خلط نحو 50 جرام دبس تمر مع 250 مل من حمض الهيدروكلوريك (درجة حموضته 2) مدة 24 ساعة، ثم رُشح الخليط بالصوف القطني؛ لإزالة الجزيئات الصلبة غير المذابة.
في البداية تكييف نحو 47 جرام راتينج XAD-2 في 2 مولار حمض الهيدروكلوريك مدة ساعة واحدة عن طريق النقع في 1:1 ميثانول وماء طوال الليل. مُرِّرَ محلول دبس تمر المُصفَّى ببطء خلال عمود الراتنج المعبَّأ، متبوعًا بـ 250 مل من الحمض، ثم 300 مل من الماء منزوع الأيونات (الماء المقطر)، وتمت أخيرًا إزالة الأجزاء الفينولية باستخدام 300 مل من الميثانول النقي.
تحديد نشاط مضادات الأكسدة
حدد المحتوى الفينولي الإجمالي لدبس تمر باختبار Folin-Ciocalteu اللوني، واستُخدم حمض الغاليك معيارًا طيفيًا (0-100 ملغم/مل)، وقِيسَ إجمالي محتوى الفلافونويد بمقايسة اللونية لكلوريد الألومنيوم، وقِيسَت الامتصاصية عند 510 نانومتر.
اختبار الحساسية للمضادات الحيوية
استُخدمت سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية طوال مدة الدراسة، وحُدد الحد الأدنى من التركيز المثبط لدبس التمر، وفينول دبس تمر المستخرج ضد نوعَيِ البكتيريا بطريقة التخفيف الجزئي والمقايسة الطيفية، واستُخدم التتراسيكلين مضادًا حيويًا بتركيز مخزون قدره 33 ميكروغرامًا/مل.
قاسوا توليد بيروكسيد الهيدروجين في وسط مُغَذٍّ دون خلايا بكتيرية (وسط خالٍ من الخلايا) بعد إضافة دبس تمر أو بوليفينول دبس تمر أو دبس التمر الاصطناعي ساعة واحدة عند 37 درجة مئوية، باختبار أكسدة الأيونات الحديدية-زيلينول برتقالي، وحُضِّر دبس تمر طازجًا في وسط مُغَذٍّ للبكتيريا شبه المُمِيتة (15 مجم/مل) وللبكتيريا المميتة (30 مجم/مل).
تحليل المقاومة البكتيرية
زُرعت بكتيريا الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية في وسط مُغَذٍّ عند 37 درجة مئوية مدة 16 ساعة، ووفقًا لمعهد المعايير السريرية والمخبرية، أُضيف دبس التمر، أو بوليفينول دبس تمر، أو دبس التمر الاصطناعي مع أو دون 100 وحدة/مل من الكاتلاز أو بيروكسيد الهيدروجين (مليمول/ لتر) إلى الوسط المغذي، وسُمح له بالتوازن 4 ساعات.
أعقب ذلك التلقيح بالبكتيريا المقابلة (0.5 ماكفارلاند) بعد التحضين عند 37 درجة مئوية 4 ساعات مع الاهتزاز، وخُففت الخلايا وعَدُّوا البكتيريا.
هنا قد يتراود في ذهنك -عزيزي القارئ- عدة أسئلة هي: دبس التمر هل هو صحي؟ وفي ماذا يستعمل دبس التمر؟ وما هي فوائد عسل التمر؟ أو ما هي فوائد دبس التمر على الريق؟ وما هو سعر دبس التمر؟ فتابع معنا..
نتائج الدراسة
قد يرتبط النشاط المضاد للميكروبات لدبس تمر بوجود مركبات مضادة للأكسدة، التي تمتلك سلوكًا نشِطًا بيولوجيًا. وتتفق النتائج على أن دبس تمر عضوي يحتوي على مضادات أكسدة يوضحها الجدول التالي:
مضادات الأكسدة | التركيز ملغ/ 100 غرام |
إجمالي محتوى الفينولات | 31.6 – 605.1 |
العفص | 18.7 – 357.4 |
الفلافونويد | 28.9 – 40.5 |
الفلافنول | 8.6 – 31.7 |
الأنثوسيانين | 1.9 – 6.63 |
الكاروتين | 0.1 – 1.59 |
أظهرت هذه الدراسة أن دبس التمر، وبوليفينول دبس تمر لهما نشاط مضاد للجراثيم ضد نوعَيِ البكتيريا المسببة للأمراض (الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية)، وأظهرت الدراسة أيضًا أن مادة البوليفينول المستخرجة من دبس تمر خلاص تؤخِّر نمو البكتيريا، إذ يعمل دبس التمر عاملًا مؤكسدًا، وذلك بتوليد بيروكسيد الهيدروجين الذي يثبط نمو البكتيريا نتيجة الإجهاد التأكسدي.
أيضًا أظهرت التركيزات المنخفضة من دبس التمر نشاطًا مضادًا للأكسدة مع تقليل بيروكسيد الهيدروجين، أما في النمو البكتيري الأمثل والظروف القلوية الضعيفة، فأظهر دبس تمر نشاطًا مؤكسدًا يمنع نمو الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية، أيضًا وُجد أن المحتوى العالي من السكريات الطبيعية في دبس تمر لا يسهم كثيرًا في نشاطه المضاد للبكتيريا.
في الختام، نستنتج أن من أهم فوائد دبس التمر للرجال، وفوائد دبس التمر للمرأة أنه قادر على تثبيط البكتيريا المسببة للأمراض (الإشريكية القولونية السالبة لجرام، والمكورات العنقودية الذهبية الموجبة) بفعل مضادات الأكسدة، وهذا يسمح بإمكانية استخدام دبس تمر في علاج العدوى البكتيرية في المستقبل!
الملخص
أظهرت المنتجات المشتقة من النباتات مثل دبس تمر نشاطًا مضادًا للبكتيريا، الذي يُعْزَى إلى المركبات النشِطة بيولوجيًا الموجودة بدبس التمر (البوليفينول) التي تُظهر نشاطًا مثبطًا للجراثيم لكل من الإشريكية القولونية السالبة، والمكورات العنقودية الذهبية الموجبة لجرام. لقد ثبت أيضًا أن البوليفينول المستخرج يقمع -مستقلًا- نمو البكتيريا عند الحد الأدنى من التركيز المثبط، وقد لاحظوا أن دبس التمر يكون عاملًا مؤكسدًا وذلك بتوليد بيروكسيد الهيدروجين الذي يثبط نمو البكتيريا نتيجة الإجهاد التأكسدي. في التركيزات المنخفضة (شبه المُمِيتة)، أظهر دبس تمر نشاطًا مضادًا للأكسدة وذلك بتقليل بيروكسيد الهيدروجين، وفي التركيزات المميتة أظهر نشاطًا مؤكسدًا يمنع نمو نوعَيِ البكتيريا، ووُجد أن المحتوى العالي من السكر الموجود طبيعيًا في دبس التمر لم يسهم كثيرًا في هذا التأثير.