عنوان الدراسة/ الكشف عن مضادات الأكسدة الطبيعية والفينولات الكلية لخمسة أنواع من التمر في المملكة العربية السعودية

الباحثين/ ألفت م. نصار، ومحمد أ. أمين، ومحمد إ. حسن، وهبة علي نصر.

تُعد مضادات الأكسدة الطبيعية سلاحًا لمحاربة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتؤدي إلى الإصابة بعديد من الأمراض المزمنة، وتتعدد أنواعها كما تتعدد منافعها، وتتنوع الأطعمة التي تحتويها، ومن أمثلة مضادات الأكسدة ما يلي:

• الكاروتينويدات، التي تقلل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتوجد في أنواع كثيرة من الفواكه، منها التمر.
  • ليوكوبين، وهي نوع من أنواع الكاروتينويدات التي تحمي ضد سرطان البروستاتا وغيره من أنواع السرطان، وتتوفر في الطماطم والبطيخ والعنب الأحمر، لذا يمكن اعتبار عصير الطماطم، أحد مشروبات مضادات الأكسدة .
• الأنثوسيانين، الموجودة في البنجر والتفاح والكرز والتمر، وتقلل الالتهاب، وتعمل على ضبط ضغط الدم، تمنع السرطان.
• الفلافونويدات، ومنها:
  • حمض الإيلاجيك، الذي يعادل بعض مسببات السرطان الموجودة في دخان السجائر، والأطعمة المصنعة، ويتوفر هذا النوع من مضادات الأكسدة في التوت والرمان. 
  • الكريستين، وهو أحد أنواع الفلافونويدات، يحمي ضد أمراض القلب والسرطانات، ويوجد في التمر والموز.
• فيتامين ج، الذي يساعد على تعزيز صحة الجلد والعيون والعظام والأسنان، والعضلات والغضاريف والأوعية الدموية ويتوفر فى الجوافة والفواكه الحمضية.
• الجلوتاثيون، الموجود في السبانخ والبروكلي والأفوكادو، ويعزز جهاز المناعة، ويحمي الحمض النووي من الضرر.

كما نرى تتعدد مضادات الأكسدة الطبيعية في التمر على وجه التحديد، ومن هنا انطلقت هذه الدراسة للتعرف على أهم مضادات الأكسدة الطبيعية في أهم أنواع الفاكهة، وهي فاكهة التمر، التي استخدمها البشر منذ آلاف السنين، وزرعوا ما يزيد عن 200 نوعٍ، واستخدموها في الوقاية من الأمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والسرطان، ومرض السكري، والإمساك، ويرجع ذلك إلى دورها كمضادًا للاكسدة والالتهاب والبكتيريا، بالإضافة إلى محتواها من البروتينات والألياف الغذائية، وكونها مصدرًا طبيعيًا للسكر.

يعود دور التمر كمضادٍ للأكسدة إلى محتواه من أنواع مضادات الأكسدة، مثل: الفينولات والفلافونويدات والكاروتينويدات والستيرول والأنثوسيانين، والبروسيانيدين، ومن هنا ننطلق لنجيب عن سؤال: ما هي أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية؟ ونوضح الهدف من الدراسة.

 هدفت الدراسة إلى تحديد كميات الفينولات الكلية الموجودة في 5 أنواع من التمر وهي: التمر البرحي، وتمر برني المدينة وتمر الخصاب وتمر العجوة وتمر السكري، وقد جُمعت من مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية. 

أسئلة وعناوين فرعية :

تاريخ التمر وموطنه

يعود موطن نخيل التمر إلى شمال أفريقيا والخليج العربي، وحتى الآن لم نصل إلى موطنه الأصلي، إليك أكبر عشر دول منتجة للتمر على مستوى العالم وهي: العراق ومصر والمملكة العربية السعودية وتونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة وعمان وليبيا والجماهيرية العربية الليبية وباكستان والسودان وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

مراحل نمو التمر

تنقسم مراحل نمو التمر إلى 5 مراحل وهي:

1. مرحلة الحبوبك، وتستمر لمدة تتراوح من 4 إلى 5 أسابيع.
2. مرحلة الكمري، وتستمر من 9 إلى 14 أسبوعًا.
3. مرحلة الخلال، وهي المرحلة التي يكتسب فيها التمر لونه.
4. مرحلة الرطب، وهي مرحلة نضج التمر.
5. مرحلة التمر، وهي آخر مرحلة لنضج التمر نضجًا تامًا.

تختلف نسبة المواد الفينولية الموجودة في التمر وفقًا لدرجة نضجه، فكلما زادت درجة النضج قلت كمية المواد الفينولية.

فوائد التمر

استخدم التمر لسنوات كغذاءٍ أساسي في عدة مناطق، مثل: الشرق الأوسط وبلدان جنوب آسيا، وشمال أفريقيا، وقد تميّز التمر عن غيره بسبب احتوائه على كبريتات الفلافونويد أحد أهم مضادات الأكسدة في الأغذية.

لقد حظت ثمار التمر بشعبية كبيرة بسبب طعمها اللذيذ وفوائدها الصحية وقيمتها الغذائية العالية، إذ يحتوي التمر الجاف على ما يقرب من 70% من الكربوهيدرات في صورة سكريات، توفر قدرًا كبيرًا من الطاقة، هذا بالإضافة إلى المغذيات الكبرى والمغذيات الصغرى الضرورية، والمركبات الكيميائية الأخرى، مثل: الأنثوسيانين والفلافونويدات وغيرها من مضادات الاكسدة الطبيعية.

استخدم التمر قديمًا في علاج ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والعدوى الميكروبية، والإمساك، ومرض السكري والسرطان.

بالإضافة إلى ذلك، فلقد استُخدم التمر في زيادة الأداء الجنسي، وتقليل العقم الذي يحدث نتيجة مشكلات جنسية، واُستخدم في تقليل الشعور بالإرهاق في مرضى فقر الدم.

طرق استخلاص الفينولات والتعامل معها

• أولا جمع العينة:
  • اختيرت خمسة أنواع من التمر من مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، وكانت جميعها بنفس الحجم، وبعد التأكد من خلوها من الحشرات والعفن، غُسلت جيدًا، ونزعت نواتها وقطعت إلى قطع صغيرة.

• ثانيًا استخلاص شراب التمر:
  • استخلصت الفينولات بالطريقة المائية، إذ وضعت قطع التمر في 100 ملليلتر من الماء في قارورة مخروطية، تسمى قارورة إرلينماير بحجم (250 مل) وخلطت، ثم وضعت هذه العينة في حمام مائي بدرجة حرارة 70 درجة مئوية، مدة ساعتين، ثم رشح الخليط باستخدام قطع قماش للتخلص من الشوائب، ثم صُفَّ في وعاء ووُزن.

• ثالثًا تحضير حبات شراب التمر بطريقة التغليف (Encapsulation):
  • تستخدم مواد، مثل: صوديوم ألجينات، وكاربوكسيل ميثيل سيليلوز، ومادة كاراجينين، وذلك لاحتجاز المواد الفعالة واستخراجها تحت ظروف معينة.
  • تهدف عملية التغليف إلى حماية المواد الفعالة من الظروف المحيطة، مثل: تأثيرات الضوء والرطوبة غير المرغوب فيها، كذلك تساعد على زيادة العمر الافتراضي للمادة محل الدراسة.
  • وجد أن أفضل مادة تستخدم في هذه الطريقة هي كربوكسيل ميثيل سيليلوز، ربما يعود ذلك إلى احتوائها على مجموعة الهيدروكسيل، ومن بعدها مادة الألجينات، ثم الكاراجينين.

• رابعًا الكشف عن الفينولات:
  • كُشف عن كميات الفينولات بطريقة فولين سيوكالتو بجهاز المطياف الضوئي، وذلك بنقل المستخلص إلى أنبوب اختبار وضبط الحجم إلى 3.5 ملليتر باستخدام الماء المقطر، ثم يوضع كاشف فولين سيوكالتو، وبعد 5 دقائق يُعادل الخليط بكمية تصل إلى 1.25 ملليلتر من كربونات الصوديوم المائية بتركيز 20%، وبعد مرور 40 دقيقة يُقاس الامتصاص باستخدام المطياف الضوئي، وتُحدد كمية الفينولات بطريقة منحنى المعايرة المحضر من حمض الجاليك.

• خامسًا تحديد نشاط كسح الجذور الحرة (آلية عمل مضادات الأكسدة):
  • قيمت قدرة الفينولات كمضادات للأكسدة بطريقة (DPPH) الجذرية باستخدام مادة تسمى DPPH.

نتائج الدراسة :

يُعبّر الجدول الآتي عن كمية الفينولات في أنواع التمر، ويعبّر عنها بما يكافئ من حمض الجاليك بالملليجرام في 30 جرام من التمر الطازج.

وجد أنَّ تمر برني المدينة هو الأعلى في محتواه من مضادات الأكسدة الطبيعية، أما الجدول الآتي فيعبر عن النشاط المضاد للأكسدة في 5 أنواع من التمر معبرًا عنه بنسبة منع تأكسد الجذور الحرة في 30 جرام من التمر الطازج.

أوضحت الدراسة احتواء الخمسة أنواع من التمور محل الدراسات على الفينولات، أحد أهم أنواع مضادات الأكسدة الطبيعية، ولا زال هناك العديد من الدراسات الأخرى التي درست مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في أنواع التمر الأخرى، لنتعرف عليها ونستفيد منها في الوقاية من عديد من الأمراض المزمنة.