عنوان الدراسة/ مراجعة بحثية: الخصائص الوظيفية والقيمه الغذائية للتمر

الباحثان/ محمد علي الفارسي، وتشانغ يونغ لي

نناقش في هذا المقال مراجعة بحثية عن أهم  الخصائص الوظيفية والقيمه الغذائية للتمر، ودوره في التغلب على عديد من الأمراض المزمنة.

تعد الفيتامينات والمعادن ضمن العناصر الغذائية المهمة التي يحتاج إليها جسمك للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على صحتك الجسدية، تساعد الفيتامينات جسمك على النمو والتطور، وإتمام وظائفه الخلوية على أكمل وجه.

يوجد 13 فيتامينًا أساسيًا للصحة العامة للجسم، وهي: فيتامين A، C K، E، D، وفيتامينات B (الثيامين، الريبوفلافين، النياسين، حمض البانتوثنيك، البيوتين، B6، B12، والفولات).

تساعد بعض الفيتامينات على مقاومة الالتهابات، والحفاظ على صحة الأعصاب، ويسْهِمُ بعضها الآخر في الحصول على الطاقة من الطعام أو في تجلُّط الدم على أكمل وجه.

تتميز المعادن أيضًا بدورها الجوهري في تعزيز الصحة العامة للجسم، ومن ضمن المعادن التي يحتاج إليها الجسم اليود والفلورايد بكميات صغيرة جدًا، والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم بكميات أكبر.

يجدر بالذكر أنه من خلال اتباعك نظامًا غذائيًا صحيًا متوازنًا يتضمن أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن يمنحك ذلك صحة مثالية.

وهو ما تهدف إليه هذه المراجعة البحثية، التي تناقش القيمه الغذائية للتمر، ومعرفة ما إذا كانت ثمار التمر إضافةً صحية إلى النظام الغذائي، وما تلك العناصر الموجودة في ثمار التمر، ودورها في التغلب على الأمراض المزمنة.

المراجعة البحثية: الخصائص الوظيفية والقيمه الغذائية للتمر

تسلط هذه الدراسة البحثية الضوء على ثمار التمر، ومعرفة القيمة الغذائية للتمر، وما أهم فوائد تناول التمر؛ إذ بُنِيَت هذه المراجعة البحثية على نتائج أكثر من 80 دراسة بحثية مختلفة عن المحتوى الغذائي للتمر، وإليك نبذة عن تلك الثمار القيِّمة.

ثمار نخيل التمر

يعد نخيل التمر ضمن الفاكهة الأكثر شعبية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويُستهلك على نطاقٍ واسع، واستُخدم لأغراض الطب التقليدي مدة طويلة.

يعود ذلك إلى احتواء ثمار التمر على العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان؛ إذ تحتوي على الألياف الغذائية، والسكريات، والبروتين، والكربوهيدرات ، والفيتامينات، والمعادن، والفلافونويد، والمركبات الفينولية.

لوجود تلك المركبات الفينولية، فإن ثمار نخيل التمر مثال جيد لمضادات الأكسدة، التي من شأنها المحاربة والكبح  لمسببات الأمراض العديدة.

مراحل نمو ثمار النخيل وتطورها 

تتكون ثمرة التمر من القشرة، والميزوكارب، والبطانة الداخلية، والبذرة أو النواة، وجميعها لها فوائد صحية عديدة، نذكرها بشيء من التفصيل من خلال مقالنا الذي يتناول دراسة بحثية عن القيمه الغذائية للتمر.

تَمُرُّ ثمار التمر بمراحل مختلفة من التطور، وتتضمن: الحنبوك، والكمري، والخلال، والرطب، والتمر. تنفرد كل مرحلة بخصائص تجعلها تُسْهِم في تعزيز القيمه الغذائية للتمر.

فنجد أن ثمار التمر الناضجة تحتوي على  6.5 % – 11.5% من إجمالي الألياف الغذائية، كذلك تحتوي على السكريات، مع كميات أقل من البروتين، والعناصر النزرة (وهي عناصر مهمة يحتاج إليها الجسم بكميات ضئيلة)، مثل: البورون، والكوبالت، والنُّحاس، والفلور، والمغنيسيوم،والمنغنيز، والسيلينيوم، والزنك.

أما التمور الرطبة فغنية بالسكريات المحوَّلة (الجلوكوز، والفكرتوز)، مع القليل من السكروز أو لا تحتوي على سكروز على الإطلاق، وهذا الاختلاف هو السر وراء حصاد التمور في مراحل مختلفة من النضج، وفقًا للغرض المطلوب، وأيضًا لتعدد الفوائد الصحية.

أهم الفوائد الصحية للتمور

إذا كنت تبحث عن إجابات لبعض الأسئلة المتعلقة بثمار التمر ومقدار العناصر الغذائية بها، مثل: ماذا يحتوي 100 غرام من التمر؟ وكم سعرة حرارية في حبة التمر الواحدة؟ أو كم سعرة حرارية في 3 حبات تمر؟ أو كم سعرة حرارية في 7 حبات تمر؟ إليك ما توصلت إليه هذه المراجعة البحثية وفقًا لعديد من الدراسات السابقة لمحتوى التمر الغذائي.

وفقًا للمراجعة البحثية التي تتطرق إلى القيمه الغذائية للتمر، والمبنية على أكثر من 80 دراسة بحثية مختلفة عن المحتوى الغذائي للتمر، تبين أن لحم التمر منخفض الدهون والبروتين، لكنه غني بالسكريات، وخاصة الفركتوز والجلوكوز.

كذلك يعد التمر مصدرًا عاليًا للطاقة، إذ إن 100 جرام من التمر يوفر نحو 314 سعرة حرارية، وقد تبيَّن احتواء التمر على عشرة معادن أساسية لجسم الإنسان، أهمها: السيلينيوم، والنُّحاس، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم. قد يوفر استهلاك 100 جرام من التمر أكثر من 15% من الحصة اليومية الموصَى بها من هذه المعادن.

تعد ثمار التمر أيضًا غنية بالفيتامينات، مثل فيتامينات ب المركب و C، وهي الفيتامينات الرئيسة في التمر، يؤدي كل من هذه العناصر الغذائية دورًا مهمًا وفريدًا في الجسم، مثلًا البوتاسيوم ضروري لوظيفة العضلات والإشارات الكهربائية للجهاز العصبي، والحفاظ على حجم السائل داخل الخلايا وهو الأمر المهم لإتمام الوظائف الخلوية على الوجه المثالي.

كذلك نجد أن المغنيسيوم  ضروري لوظيفة العضلات والأعصاب، ويؤدي دورًا محوريًا في العمليات الأَيْضِيَّة، وتَقَلُّص العضلات، واستقرار هياكل الغشاء الخلوي للخلايا، إضافة على ذلك يُعتَقَد أن البوتاسيوم والمغنيسيوم يمكنهما التحكم في مستويات ضغط الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم.

وأشارت تلك المراجعة البحثية إلى وجود مضادات أكسدة بثمار التمر، خاصةً الكاروتينات والفينولات، وتُثَبِّط هذه المواد نشاط الجذور الحُرة المسبب الأول للأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان.

وأما نواة التمر فقد وُجِد أنه على الرغم من عدم استعمالها كثيرًا، إلا أنها تحتوي على نسبة أعلى من البروتين تصل إلى نحو 5.1 جم/100 جم، ودهون نحو 9.0جم/100 جم مقارنةً باللحم.

وهو ما يفسر القيمه الغذائية للتمر، بل إن نفاياتها ذات قيمة غذائية عالية أيضًا؛ وعلى ذلك فإن ثمار التمر إضافةٌ مثالية إلى العديد من الأنظمة الغذائية المتَّبَعة.

نتائج المراجعة البحثية: الخصائص الوظيفية والقيمه الغذائية للتمر

توصلت المراجعة البحثية عن القيمه الغذائية للتمر إلى إدراك أهم العناصر الغذائية بالتمور، ومدى فائدتها الصحية للجسم، وكذلك تفسير عَدِّ التمر ضِمن الأطعمة الخارقة التي تحتوي على عديد من العناصر الأساسية لجسم الإنسان، والمعزِّزة للمناعة العامة أيضًا.

ختامًا، على تعدد الدراسات البحثية القائمة على القيمه الغذائية للتمر، وَعَدِّهِ ضِمن الأطعمة الخارقة، فإنه لا يزال هناك حاجة إلى دراسات بحثية مكثَّفة للتوضيح ولتفسير أسباب الخصائص الغذائية والوظيفية لبعض المركبات  داخل ثمار التمر، كذلك لا يزال هناك حاجة إلى دراسات مَبْنية على الأدلة تتطرق إلى أهمية نواة التمر استقلالًا.