آثار الاستهلاك اليومي لجرعة منخفضة من التمر على التحكم في نسبة السكر في الدم، ومستوى الدهون، ونوعية الحياة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني
- دراسات وابحاث
- نوفمبر 24, 2024
- 9 minutes read
عنوان الدراسة/ آثار الاستهلاك اليومي لجرعة منخفضة من التمر على التحكم في نسبة السكر في الدم، ومستوى الدهون، ونوعية الحياة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني وما قبله: تجربة عشوائية محكومة
الباحثون/طارق علوان، سيموني بيرنا، قاهر أ. منديل، علاء عبد الهادي، عادل سلمان الصياد، جوزيبي دانتونا، ماسيمو نيغرو، أنطونيلا ريفا، جيوفانا بيترانجوليني، بيترو أليجريني، ماريانجيلا روندانيلي.
نخيل التمر (Phoenix dactylifera L) من أهم محاصيل الفاكهة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وينتشر النخيل في جميع أنحاء العراق وإيران ومصر والمملكة العربية السعودية وتونس وليبيا والجزائر والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين. تمُر جميع أنواع التمور بأربع مراحل نضج، هي الكامري ( يكون غير صالح للأكل)، والخلال (ناضج جزئيًا)، والرطب، والتمر. التمور طعام تقليدي شهي وتراثي يحظى بالتقدير لقيمته الغذائية والطبية.
تحتوي التمور على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر، إذ يتكون التمر من أكثر من 70٪ سكر، ويكون نوع السكر الموجود في التمر هو سكر الجلوكوز، والفركتوز، وكمية صغيرة من السكروز. التمر أيضًا غني بالألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن، فهو يحتوي على عديد من العناصر الغذائية، مثل:
- الكالسيوم.
- المغنيسيوم.
- الحديد.
- الأحماض الأمينية.
- الزنك.
- البوتاسيوم.
- الفوسفور.
- السيلينيوم.
توجد بالتمور أيضًا مستويات مختلفة من المواد الكيميائية النباتية النشطة بيولوجيًا، منها: الكاروتينات، والبوليفينول، والأحماض الفينولية، والفلافونويد. ومن أهم الأحماض الفينولية الحرة بالتمر: حمض البروتو كاتيكويك، وحمض السيرنجيك، وحمض الفانيليك، وحمض الفيروليك.
لقد أظهرت أغلب الدراسات الحديثة أن مكونات فاكهة التمر مضادات أكسدة قوية، ومضادات للالتهابات، ومواد لضبط سكر الدم؛ وهذا يوفر علاجًا مناسبًا لأمراض مختلفة مثل: اضطراب دهون الدم، والسرطان، والسكري. من هنا ظهرت تساؤلات كثيرة عن فوائد التمر لمرضى السكري من النوع الثاني.
آثار الاستهلاك اليومي لجرعة منخفضة من التمر على التحكم في نسبة السكر في الدم، ومستوى الدهون، ونوعية الحياة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني وما قبله: تجربة عشوائية محكومة
مرضى السكري من النوع الثاني يُقدَّرون بنحو 425 مليون شخص بالغ، أعمارهم بين 20-79 عامًا؛ لذا كان هناك مخاوف واضحة من استهلاك كمية معينة من التمر بين المرضى، لذا سنحتاج إلى معرفة كم حبة تمر في اليوم لمرضى السكر؟ وما هي التمور الغير مناسبة لمرضى السكري؟ وهل التمر يرفع السكر التراكمي؟ فتابع معنا..
كان هناك عديد من الدراسات التي أثبتت فعالية التمر في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم؛ لذا هدفت هذه الدراسة إلى معرفة دور المواد الكيميائية النباتية الموجودة بالتمر في الوقاية من السمنة، وتقييم تأثير التمر في نسبة السكر في الدم (تحليل السكر التراكمي) (HbA1c)، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، ونوعية الحياة، وملف الدهون (Lipid Profile) لدى مرضى السكري من النوع الثاني في الأشخاص البالغين.
معنى السكري من النوع الثاني؟
قبل التحدث عن محتويات هذه الدراسة ونتائجها، نود معرفة نبذة عن مرض السكري من النوع الثاني، فما هو؟
يعرف السكري على أنه مرض أيضي مزمن ينتج عنه ارتفاع نسبة الجلوكوز (سكر الدم)، أشهر أنواعه هو السكري من النوع الثاني ويحدث عند البالغين في حالة أصبح الجسم مقاومًا للأنسولين، أو لا يقدر على تخليقه. إذًا متى يكون السكر من النوع الثاني؟ وهل مرض السكري من النوع الثاني خطير؟ تعرَّف إلى الإجابة في السطور القادمة..
ما الفرق بين السكر من النوع الاول والنوع الثاني؟
في الواقع تحتاج أجسامنا إلى سكر الجلوكوز من أجل إمداد الجسم بالطاقة، ويكون مصدر الجلوكوز الطعام، والكبد. ينظم البنكرياس هذه العملية، إذ يُفرز هرمون الأنسولين الذي ينظم نقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم، أي خلل في نسبة السكر أو الأنسولين المنظم له يدل على الإصابة بداء السكري.
المقارنة | السكري من النوع الأول | السكري من النوع الثاني |
السبب | لا يُنتج البنكرياس الأنسولين؛ لأن جهاز المناعة يهاجم الخلايا الجزيرية المسؤولة عن تصنيع الأنسولين في البنكرياس. | يُفرز البنكرياس فيه كمية أقل من الأنسولين عن المعتاد، فيصبح الجسم مقاومًا للأنسولين، هذا يعني أن الجسم لديه الأنسولين لكنه لا يستطيع استخدامه. |
العلاج | تعمل حقن الأنسولين على تعويض الأنسولين المفقود. | يمكن إدارة النظام الغذائي أولًا، وتجنُّب حقن الأنسولين؛ لأن الجسم ما زال يفرزه بكميات قليلة، إلا إذا تحتم على الشخص استخدامها، وهذا ما يقرره الطبيب المختص. |
كيف أعرف أني مصاب بالسكري النوع الثاني؟
حتى يتغلب الشخص على السكري من النوع الثاني وعلاجه، ينبغي تشخيص المرض أولًا، وهناك بعض الأعراض التي تدل على الإصابة بالمرض، من اعراض السكري من النوع الثاني عند النساء والرجال ما يلي:
- الشعور بالعطش الشديد طوال الوقت.
- التبول أكثر من المعتاد.
- الشعور بالتعب الشديد.
- استغراق الجروح وقتًا أطول للشفاء.
- عدم وضوح الرؤية.
- فقدان الوزن دون محاولة.
مع هذا فالأعراض وحدها ليست دليلًا قاطعًا على الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، لكن إذا ظهرت عليك هذه الأعراض أو بعضها ينبغي الرجوع للطبيب على الفور، وإجراء فحوصات الدم للتحقق من الإصابة بالمرض، فالتشخيص المبكر أول خطوة في العلاج.
نظام الدراسة
كانت هذه الدراسة تجربةً عشوائية محكومة، ووافقت عليها وزارة الصحة في البحرين ولجنة الأخلاقيات بقسم الأحياء في جامعة البحرين. سجل المشاركون في الدراسة ما بين يناير – سبتمبر 2018م، وانتهت الدراسة في يناير 2019م.
الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني كانوا مؤهلين للدراسة (نسبة السكر التراكمي لديهم أكبر من 6.0% وأقل من 10.0%)، شرط أن أعمارهم بين 20-65 عامًا، ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكبر من 22 كجم/متر المربع.
استُبعد من الدراسة مرضى السكري من النوع الأول، ومن لديهم تاريخ مع الحماض الكيتوني السكري، أو غيبوبة السكري، أو غيبوبة ما قبل السكري، ومرضى الالتهابات الخطيرة، ومن تعرضوا للجراحة، والصدمات التي تتطلب العلاج بالأنسولين، واختلال وظائف الكلى المعتدل أو الأعلى، وإصابة الكبد الشديدة، والمضاعفات الوعائية الخطيرة (السكتة الدماغية، واحتشاء عضلة القلب، وقصور القلب).
قُسم المشاركون في الدراسة إلى مجموعتين، هما:
- المجموعة الضابطة (دون تناول التمر).
- مجموعة التدخل (تناول 3 تمرات يوميًا 16 أسبوعًا).
كان تمر الخضري هو الصنف المستخدم في الدراسة، وظل النظام الغذائي والعلاج بالتمارين الرياضية كما هو قبل بدء الدراسة.
نتائج الدراسة
أوضحت النتائج الأولية وجود تغيرات في مستوى السكر التراكمي في المجموعة التي تناولت 3 تمرات يوميًا 16 أسبوعًا، وشملت النتائج الثانوية تغيرات في مؤشر كتلة الجسم، والكوليسترول الكلي، ومستوى الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية.
هنا نجيب عن سؤال كم حبة تمر لمرضى السكر؟ بأن تناول كمية قليلة من التمور يوميًا لدى مرضى السكري من النوع الثاني (3 تمرات تقريبًا) لا يرفع معدل السكر التراكمي، ولا يؤثر في مؤشر كتلة الجسم، بل يبدو أنه واعد في تحسين مستويات الدهون في الدم.
يُعزَى خفض نسبة الكوليسترول في الدم للمجموعة التي تناولت التمر إلى وجود نسبة جيدة من الألياف الغذائية بالتمر، التي ثبت أنها تسبب نقص الكوليسترول في الدم لدى الحيوانات، وفي دراسة أخرى لم تتأثر نسبة الكوليسترول في الدم عند تناول الأشخاص الأصحاء التمر، لكن في المقابل انخفضت نسبة الدهون الثلاثية.
هنا توصلت عديد من الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل من ثمار التمر لا يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الجلوكوز بعد الأكل، كما أن استهلاك التمر ليس له أي علاقة بانتشار داء السكري من النوع الثاني في المملكة العربية السعودية.
هل التوقف عن تناول السكر يشمل التمر؟
يحتاج مرضى السكري إلى تجنب الأطعمة التي ترفع مستويات السكر في الدم، فهم يعانون ارتفاع مستويات السكر ومن ثم يحتاجون إلى تنظيم نظامهم الغذائي، هنا يتطرق إلى ذهننا هل هذه الأطعمة الواجب تجنبها تشتمل على التمر؟
لا يتعين على مريض السكر أن يبتعد عن السكر تمامًا، فهو يوجد طبيعيًا في الفواكه والخضراوات؛ لذا الاعتدال في تناول الفواكه وخصوصًا فاكهة التمر (الغنية بالسكريات) أمر مهم، ومن أفضل أنواع التمر لمرضى السكري صنف الخضري المستخدم بالدراسة، وأنواع أخرى مثل: فرد، لولو، بومعان، ودباس، وخلاص.
في الختام نجد أن استهلاك التمور لا يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، ولا يؤثر في مؤشر كتلة الجسم في الأشخاص المصابة بداء السكري من النوع الثاني، ومع ذلك هناك حاجة إلى إجراء مزيد من التجارب لمعرفة فوائد التمر لمرضى السكري، وأضرار سكر التمر المحتملة؛ لتقييم آثار استهلاك فاكهة التمر على مستوى سكر الدم، والأنسولين لدى مرضى السكري بأنواعه المختلفة.
الملخص
تتمتع فاكهة التمر بمؤشر جلايسيمي منخفض، يجعلها لا ترفع مستويات السكر في الدم سريعًا، هذا مع محتواها العالي من السكر (أكبر من 70%)، لذا هدفت هذه الدراسة إلى معرفة تأثير تناول 3 تمرات يوميًا من قبل مرضي السكري من النوع الثاني في نسبة السكر في الدم، ومستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول، ونوعية الحياة عامةً. أُجريت الدراسة على 100 مريض سكر، كانوا 39 ذكرًا، ونحو 61 أنثى، قُسموا إلى مجموعتين؛ مجموعة لم تتناول التمر، ومجموعة تناولت 3 تمرات يوميًا 16 أسبوعًا، اتضح من الدراسة أن هذا القدر من التمور لا يرفع سكر الدم، ولا يؤثر في مؤشر كتلة الجسم، وأنه قد حَسَّن من مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.