• يمتلك التمر مؤشرًا جلايسيميًّا منخفضًا؛ مما يسمح بعدم ارتفاع مستوى السكر في الدم.
• يمكننا الجمع بين التمر والسكري، وذلك من خلال تناول ثلاث حبات من التمر يوميًا دون حدوث ضرر ملحوظ.
• يفضل اقتران التمر بمصدرٍ بروتينيٍّ؛ لتعزيز القيمة الغذائية وأيضًا لتحفيز عدم ارتفاع السكر في الدم.
• ننصح باستشارة طبيب مختص قبل إدراج التمر ضِمْنَ نظام غذائي لمريض السكري.

التمر والسكري وجهان لعملة واحدة عند بعض الأشخاص، وذلك لكونه من الثمار ذات المَذاق الحُلْو، ولكن هل تعلم أن هناك بعض أنواع التمر المناسب لمرضى السكر، وأن التمر يمتلك خصائص تَقِي من أمراض مُزمنة عديدة.

نسرد لكم الإجابة الكافية عن ما هي أفضل أنواع التمر لمرضى السكري، وما هو التمر الذي لا يناسب مرضى السكري؟، وكم حبة تمر في اليوم لمرضى السكر؟ وهل توجد علاقة بين التمر ومقاومة الأنسولين، وهل اكل التمر على الريق يرفع السكر؟ كل هذا وأكثر نوضحه في مقالنا عن التمر والسكري..

هل إدراج  التمر للسكري يعد آمنًا؟

يفضل استشارة طبيب مختص قبل أخْذ خطوة إدراج التمر ضِمْن النظام الغذائي لمرض السكري؛ للتحقق من اختيار أفضل أنواع التمور صحيا، ومعرفة التمر المناسب لمرضى السكر، وتحديد  كم حبة تمر في اليوم لمرضى السكر؟

دعونا نتفق معًا في البداية على تتعدد فوائد دمج التمر ومرض السكري؛ وذلك كون التمر يتميز بمؤشر جلايسيمي منخفض، أي إنه لا يسبب ارتفاعًا في مستويات السكر بالدم، بالإضافة إلى ذلك يمتلك التمر قيمة غذائية عالية تحفِّز على إدراجه ضمن النظام الغذائي لمرضى السكري، إليكم توضيح أسباب دمْج التمر والسكري.

القيمة الغذائية وعلاقتها بالتمر والسكري

يمكننا تناول التمر في صورة طازجة أو مجفَّفة، فهو يُعد مصدرًا غنيًا بالكربوهيدرات، والألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن الأساسية ومجموعة متنوعة من المواد الكيميائية النباتية، مثل: الفينولات، والكاروتينات، والفلافونويد، بالإضافة إلى ذلك يستخدم نَوَى التمر مصدرًا ممتازًا للألياف الغذائية والمعادن والدهون والبروتين.

تعزز تلك المواد الكيميائية النباتية أيضًا من الخصائص الدوائية للتمور؛ فأشارت عديد من الأبحاث الطبية إلى دور الفينولات في كَبْح بعض الأمراض السرطانية، وأمراض مزمنة عديدة، كونها مضادات أكسدة قوية تحارب الجذور الحُرَّة بالجسم، خاصةً بالكَبِد. تُرى هل التمر يرفع السكر؟

يمكننا القول أن تناوُل التمر باعتدال يسْهِم  في ضبط نسبة السكر في الدم مما يجعله مفيدًا في مرض السكري، وذلك من خلال عدة آليات، تتضمن:

• توجد أغلب السكريات في  التمر في صورة فركتوز وجلوكوز، إلا إنه قد وُجد أن سكر الفركتوز يزيد الإحساس بالشبع، و لا يسبب حدوث  ارتفاع  نسبة السكر في الدم.
• يحتوي التمر على نسبة عالية من الألياف، وهذه تبطِّئ من هضْم الكربوهيدرات، وتسْهِم في تطويل مدة العبور المعَوِيِّ مما يسْهِم في ضبط نسبة السكر في الدم.

لم تقتصر القيمة الغذائية لتناوُل التمر فقط عند هذا الحد، بل نجدها أيضًا في وقاية الجسم من أمراض مزمنة كثيرة، مثل: مشكلات العُقم، وتعزيز صحة العظام نتيجة احتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والتي تزيد من كثافة العظام، إضافةً إلى ذلك يسْهِم تناوُل التمر في تقوية صحة العَينين، وتقليل فرص الإصابة بفقر الدم كونه يحتوي على عنصر الحديد.

بالإضافة إلى ذلك تسْهِم التمور في تعزيز صحة الخلايا العصبية، وتقليل فرص الإصابة بأمراض الاعتلال الدماغي، مثل: الزهايمر، كذلك أوضحت دراسة جدول نسبة السكر في أنواع التمور، وتبيَّن أن التمر المجفَّف يحتوي على نسبة أعلى من السكريات عن التمر الطازج، وتتمثل في صورة الفركتوز، الذي يمنع ارتفاع سكر الدم ويجعله مناسبًا في حالة مرض السكري.

لك أن تتخيل أن حَفْنَةً قليلة من تمر المَجْدُول لمرضى السكر التي  تعادل 100 جرام تحتوي على عناصر ذات قيمة غذائية عالية كما يأتي:

ولعل أكثر فئة عُرْضةً لتلَف الأعصاب تنتمي لمَن يعاني الإصابة بالسكري، لذلك  قد يسمح الدمْج بين التمر والسكري في تقليل الأعراض المصاحبة لمن يعاني مرض السكري، مثل: تلَف الأعصاب، ولكن ننصح بالاعتدال في تناول التمر خاصةً مَن يعاني مرض السكري ويخضع لنظام غذائي مقيَّد، واستشارة أخصائي تغذية لتحديد الكمية المناسبة للتمر في مرض السكري  مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية، مثل: نوع العلاج، ونمط الحياة، والنشاط البدني.

هل يوجد فرق بين المؤشر الجلايسيمي، والحمل الجلايسيمي؟

يتساءل بعض الناس عن مدى صحة مقولة امتلاك التمر مؤشرًا جلايسيميًا منخفضًا، ويعد الحمل الجلايسيمي صيغة تستخدم لتحديد مدى تأثير حجم الحصة المختلفة على مستوى السكر في الدم، ويُظن أحيانًا أن الحمل الجلايسيمي أكثر دقة؛ كونه  يساعد على تحديد التأثير الحقيقي لنسبة السكر في الدم اعتمادًا على حجم الجزء الذي تتناوله.

 بينما يشير مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) إلى نظام تصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، ويعتمد المؤشر الجلايسيمي للطعام على سرعة هضْم الكربوهيدرات وامتصاصها  فيه، موضحًا مدى سرعة تأثير كل طعام في مستوى السكر في الدم عند تناوُل هذا الطعام بمفرده. تُرى هل يوجد أصناف محددة من التمر ترفع السكر؟ ، وهل تمر العجوة يرفع السكر؟ 

أشارت دراسة أنه يوجد خمسة أنواع شائعة من التمور (الفرض، واللولو، وبومعان، والدباس، والخلاص) تمتلك مؤشرات جلايسيمية منخفضة، ولا تتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويمكن استهلاكها لمرضى السكري، ولكن ما يزال هناك حاجة لدراسات مستقبلية لتقييم آثار استهلاك هذه التمور على المدى الطويل في الوقاية من مرض السكري وأمراض مزمنة أخرى، ومحاولة السيطرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم لمرضى السكري.

 إذا كان يتردد على ذهنك سؤال هل الجمع بين التمر والسكري آمن؟، فيمكننا القول أظهرت الدراسات أن الأطعمة منخفضة مؤشر نسبة السكر في الدم، يمكن أن تعزز من التحكم في مستوى السكر في الدم وخفْض مستويات الدهون لمن يعاني الإصابة بالسكري.

ولكن يظل هناك عاتق كبير على من يعاني الإصابة بالسكري؛ إذ ينبغي لهم  معرفة كيفية حساب الكربوهيدرات لضبْط كمية الأنسولين التي يجب ضَخُّها وما إذا كان الطعام قد يسْهِم في ارتفاع مستوى السكر في الدم أم لا.

ترى هل العسل والتمر يرفعان سكر الدم؟ 

ينتج عن التمور ما يُدعى بدبس التمر أو عسل التمر، وهو لا يقل شأنًا عن التمر ويمكن استخدامه في التحلية عِوَضًا عن المُحَلِّيات الصناعية الضارة؛ ويعود ذلك إلى احتوائه على الفراكتوز والذي يمنحه مَذاقًا يُشْبِه الكراميل.

ننصح الأشخاص المصابة بمرض السكري بتجنُّب الأطعمة التي تحتوي على السكريات والدهون والصوديوم، كذلك تجنُّب تناوُل العسل، والمعجنات، ولعل التمربديلٌ مثاليٌّ لهذه الحلويات، ولكن يفضل إدراجه تحت إشراف طبي مختص.

كم حبة تمر لمرضى السكر 

يفضل الاعتدال في تناوُلِ التمر في حال الإصابة بمرض السكري، وننصح بتناول ما لا يزيد عن ثلاث تمرات يوميًا لمرضى السكري؛ إذ أظهرت دراسة أُجريت على أشخاص مصابة بالسكري من النوع الثاني، تناولوا ثلاث تمرات يوميًا  لمدة 16 أسبوعًا، انخفاضًا كبيرًا في الكوليسترول الكُلِّي وعدم زيادة في مستوى السكر في الدم أو الهيموغلوبين A1c (تحليل السكر التراكمي).

يجدُر بالذكر أن الكمية الموصى بها من الكربوهيدرات لمرضى السكري نحو 15 جرامًا في الوجبة الواحدة، وتحتوي حبة التمر الواحدة متوسطة الحجم على نحو 18 جرامًا من الكربوهيدرات، وهو ما يفسر نُصْحَنَا بإدراج نحو 3-4 تمرات حدًّا أقصى يوميًّا لمرضى السكري.

ما فوائد التمر باللبن لمرضى السكري؟

تناول التمر باعتدال وجمعه مع مصدر بروتين قد يعزز من عدم ارتفاع مستويات السكر بالدم، نتيجة احتواء التمر على نسبة عالية من الألياف النباتية التي تبطِّئ من هَضْم الكربوهيدرات ولا يسبب ارتفاع السكر في الدم.

كذلك يعد مريض السكري أكثر الأشخاص اتباعًا لنظام غذائي صارم ومُقَيِّدٍ للسكريات، لذلك دمْج التمر والسكري معًا يعد إضافة مثالية لمَذاق حُلْوٍ وصحيٍّ في الوقت ذاته، كونه لا يسبب ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم.

ما الفواكه المجففة الأخرى المفيدة  لمرض السكري؟

الجيد من الأمر أنه تتعدد الفواكه المجففة المناسبة لمرض السكري، فنجد بالإضافة إلى التمر، واللوز، والزبيب، والفستق، وجميعها تمتلك مؤشرًا جلايسيميًا منخفضًا إلى متوسط مما يجعلها خيارًا مناسبًا لإضافته مع التمر أو تناوله في عدم توافر التمر أو رغبة في التنوع.

تتميز الفواكه المجففة بما فيها التمر بقدرتها العالية في محاربة الإمساك نتيجة محتواها العالي من الألياف، كذلك تتميز بوجود الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة المحاربة لعدد كبير من الأمراض، بما في ذلك السرطان، وأمراض مزمنة متنوعة.

يُفَضَّل مراعاة المحتوى الغذائي للفاكهة المجفَّفة؛ إذ تفقد الفاكهة عناصرها الغذائية عند تجفيفها، على عكس التمر، وبعض الفواكه المجففة، مثل: البرقوق، والزبيب، تظل  نفسها تقريبًا من حيث المحتوى الغذائي.

تحتوي الفواكه الجافة مثل أي طعام آخر على تأثيرات صحية نافعة وأخرى ضارة، إلا إن فوائدها تفوق أضرارها، ولذلك ننصح بإدراج الفواكه المجففة، مثل: التمر ضمن الأنظم الغذائية المتَّبَعة خاصةً من يعاني مرض السكري.

وإليك -عزيزي القارئ- جدولًا موضحًا قيمة المؤشر الجلايسيمي للفواكه المجففة، بما في ذلك: التمر، والذي يندرج من 0-100 مما يعني أنه كلما قل المؤشر كان الوضع أفضل.

ختامًا، يعد دمْجُ التمر والسكري معًا إضافة مثالية تعزز من القيمة الغذائية للنظام المتبَع لمرضى السكري، كذلك يعزز الصحة العامة للجسم ويحمي من أمراض مزمنة عديدة، مثل: أمراض القلب، والاعتلال الدماغي، ولذلك نشجع على تناوُلِ التمر وجبةً خفيفةً بين الوجَبات الأساسية واقترانه بمصدرٍ بروتينيٍّ لتعزيز القِيَم الغذائية.