المؤشر الجلايسيمي للتمر والوجبات المكونة من التمر والزبادي

عنوان الدراسة/ المؤشر الجلايسيمي للتمر والوجبات المكونة من التمر والزبادي. هل التمر هو “الحلوى التي تنمو على الأشجار”؟

الباحثون/ سي جيه ميلر، إيف دون، عصام هشام 

تزرع التمور في الشرق الأوسط ومصر منذ أكثر من 6000 عام، وربما كان انتشارها في القرن الثامن في إسبانيا في وقت مبكر من الغزو المغربي، ومن ثم انتقل إلى أوروبا والعالم الجديد في القرن الثامن عشر. ولا شكَّ أن الزراعة الحديثة للتمور كبيرة، ويعمل بها ما يقدر بنحو مليون شخص في جميع أنحاء العالم. 

تعد التمور بأصنافها المتعددة ومراحل نضجها المختلفة، عنصراً غذائياً أساسياً في العديد من البلدان العربية وكثيرٌ منهم مسلمون، وهذا يرجع إلى أنَّ التمر هو أحد الأطعمة القليلة المشار إليها في القرآن الكريم والسنة النبوية. في الدول العربية، يتناولون التمر والزبادي بشكل شائع أو التمر مع القهوة وذلك خلال شهر رمضان، وفي الأوقات الأخرى أيضاً.

لقد انتشر مرض السكري خصوصاً النوع الثاني بمستويات عالية جدًا في العديد من البلدان العربية منها: في المناطق الحضرية، وفي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ويصل معدل انتشار مرض السكري في الفئة العمرية 30-65 سنة إلى ما يزيد عن 20٪ وفي العقد السادس يصل إلى ما يقرب من 50%.

المؤشر الجلايسيمي للتمر والوجبات المكونة من التمر والزبادي

تعد الأنظمة الغذائية المعتدلة هي إحدى الاستراتيجيات والأساليب الهامة اللازمة للسيطرة على الأمراض المختلفة، وخصوصاً مرض السكري، ويثير الاستهلاك المرتفع للتمور عدة تساؤلات هامة هي: هل يجب على سكان المناطق السابقة وخاصة مرضى السكري، تناول التمر كما كان يفعل أجدادهم؟ وما هي فوائد التمر والزبادي؟ وهل يمكن تناول التمر والزبادي للرجيم؟

كان الغرض من هذه الدراسة هو تحديد المؤشر الجلايسيمي لتمر الخلاص، عند تناوله بمفرده أو تناوله مع الزبادي كامل الدسم، كما هدفت الدراسة إلى معرفة هل التمر هو “الحلوى التي تنمو على الأشجار”؟ وما هو المؤشر الجلايسيمي للبلح؟ فتابع معنا..

نظام الدراسة

اختار الباحثون للدراسة تمور الخلاص، التي تحظى بشعبية كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستخدم نفس دفعات التمر لجميع الاختبارات، كما استخدم نفس العلامة التجارية للزبادي كامل الدسم في الوجبات المختلطة، وبسبب مدة الدراسة، لم يكن من المتاح استخدام نفس دفعة الزبادي لجميع الاختبارات. ومع ذلك، عولجت دفعات الزبادي وفقًا للمعايير التجارية لتناسق التركيب.

حلل الباحثون التمر والزبادي باستخدام الطرق القياسية، واختبروا تأثير التمور على أشخاص متطوعين ليس لديهم أي حالة مرضية تؤثر على استقلاب الجلوكوز، بما في ذلك داء السكري، لقد عثروا على ثلاثة أشخاص لديهم منحنيات استجابة غير طبيعية للجلوكوز بعد تناول الجلوكوز بمقدار 50 جرامًا واستبعدوهم من الدراسة. 

استخدم الباحثون ثلاثة أنواع من التمور: التمر الطري (الرطب)، والتمر المجفف بالشمس والمخزن بالطريقة البدوية التقليدية، والتمر الجاف ذو اللون البني الداكن التجاري. تناول الأشخاص محل الدراسة التمر والزبادي، والرطب والزبادي، ثم حسب المؤشر الجلايسيمي للوجبات باستخدام أجهزة قياس السكر One Touch II Lifescan، كما استخدموا جهازي قياس السكر في الدم للدراسة، واختبروا كلاً منهما للتأكد من دقته وإحكامه. 

ما هو أفضل أنواع التمور لمرضى السكر؟

لقد أبلغ عن مؤشر نسبة السكر في الدم (المؤشر الجلايسيمي) (GI) على أنَّه نظام لتصنيف المواد الغذائية حسب الاستجابة لنسبة السكر في الدم، وذلك في عام 1981م، وقبل التعرف على نتائج البحث الحالي الخاص بالتمر والزبادي، نود معرفة أفضل أنواع التمور التي تناسب مرضى السكري، وهنا نوضح خمسة أصناف من التمور التي تناسب مريض السكر حسب دراسة أخرى، وهي صنف لولو، وبو معان، وفرض، ودباس، وخلاص.

نتائج الدراسة

كشف اختبار دقة جهازي قياس السكر عن قيم الجلوكوز المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة بعد تناول التمر والزبادي فيما يلي: بالنسبة للعينة ذات القيمة العالية (305 ملجم/ديسيلتر)، كانت الدقة ضمن +5.73% و+0.6% لأجهزة قياس السكر A وB على التوالي، أما بالنسبة لقيمة المدى المتوسط (130.5 ملجم/ديسيلتر)، كانت الدقة ضمن – 3.83% لكلا جهازي قياس السكر، وفي قيمة المدى المنخفض (91 ملجم/ديسيلتر) كانت الدقة ضمن -15.93% و- 19.78% لمقياس السكر A وB، على التوالي. 

نجد أنَّ تمر الرطب يحتوي على نسبة رطوبة أعلى بكثير، ونسبة أقل من الكربوهيدرات المتاحة مقارنة بأشكال التمر الأخرى، كما يعكس محتوى الدهون الخام في الزبادي نوع الحليب الكامل المستخدم في الدراسة. كانت نتائج المؤشر الجلايسيمي للأشكال الثلاثة من تمر الخلاص بها اختلافات في المؤشرات الجغرافية، حيث كانت قيمة تمور الخلاص التجارية هي الأقل، ولم يكن هناك اختلافٌ كبيرٌ بين التمر المحضر تقليديًا والتمر التجاري (P = 0.23).‏

مؤشرات نسبة السكر في الدم للتمور وحدها في هذه الدراسة تتراوح بين (35.5-47.2)، مما يضع التمر بين المواد الغذائية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مقارنة بالعديد من الفواكه الأخرى، ومن المحتمل أن يعود انخفاض هذا المؤشر إلى ارتفاع نسبة سكر الفركتوز في التمور، وهذا يؤثر بدوره على إفراغ المعدة، وامتصاص الأمعاء، وإفراز الأنسولين.

ما هي الاطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي؟

بعد معرفتنا أنَّ الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض تتناسب مع مرضى السكري، وأنَّ التمر والزبادي غذاء مناسب لهؤلاء المرضى، نود معرفة بعض من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي؛ كي يتجنبها مرضي السكري، كما نود معرفة المؤشر الجلايسيمي للتمور، بما فيها المؤشر الجلايسيمي للتمر الصقعي، والمؤشر الجلايسيمي للتمر المجهول، والمؤشر الجلايسيمي للتمر الخلاص، والمؤشر الجلايسيمي للتمر السكري.

لقد أجريت دراسة على 17 صنفاً من التمور بالمملكة العربية السعودية؛ لمعرفة المؤشر الجلايسيمي لها، وقد وجد أن تمر مجدول له مؤشر 55.3، والسكري 43.4، وخلاص 55.1، نجد أيضاً أن المؤشر الجلايسيمي لدبس التمر لا يختلف كثيراً عن المؤشرات الخاص بالتمرة نفسها.

من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي ما يلي:

  • الخبز الأبيض.
  • البسكويت.
  • الأرز الأبيض.
  • رقائق الذرة.
  • بطاطس مشوية.

فوائد التمر والزبادي 

مما سبق قد يتطرق إلى ذهننا بعض الأسئلة الهامة عن التمر والزبادي، منها رجيم الزبادي والتمر كم ينقص؟ وما فوائد رجيم التمر والزبادي؟ وما هي فوائد اكل التمر مع اللبن؟ وهل التمر والزبادي يزيد الوزن؟ وهل التمر والزبادي يسمن؟

إن فوائد التمر والزبادي على الريق، وفوائد التمر والزبادي قبل النوم عديدة، أهمها أنَّ دمج الفواكه مع الزبادي يدعم صحة الجهاز الهضمي، ويعزز امتصاص العناصر الغذائية، كما يساهم فى خفض الوزن، وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تتمثل فوائد التمر والزبادي للبشرة في كونه يخفف من التجاعيد، وهذا بفضل التمر الغني بالهرمونات النباتية، ويعمل على ترطيب البشرة، كما أنَّ ماسك التمر والزبادي يحسن من صحة الجلد. 

في الختام، ومن خلال هذه النتائج يمكن طمأنة مرضى السكري بأن تناول التمر، بكميات معتدلة لن يؤدي إلى تقلبات سريعة وكبيرة في نسبة السكر في الدم، حتى عند تناوله بمفرده أو تناوله في صورة التمر والزبادي، كما نجد أن الباحثين في هذه الدراسة استخدموا نحو 6-8 تمرات من تمر الخلاص و8-10 من الرطب في وجبات التمر المدروسة (وأقل قليلاً في الوجبات المختلطة بالزبادي)، وهي مقادير مثالية من التمور.

الملخص

تحدث هذا البحث عن المؤشر الجلايسيمي للتمر وخصوصاً صنف الخلاص، موضحاً تأثيره على نسبة السكر في الدم عند تناوله في صورة التمر وزبادي، والرطب والزبادي، ووجد أنَّ تمور الخلاص عند تناولها بمفردها أو مع وجبات مختلطة من الزبادي العادي يكون له مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض.

 

كُتب بواسطة:

Heba Dorgham
مشاركة
Facebook
Email
LinkedIn
Tumblr

Related post

TERMS AND CONDITIONS

Welcome to 7D VARIETY! We are delighted that you have decided to join our passionate community of writers. By agreeing to become a part of our community, you acknowledge and accept the following terms and conditions:

  • Personal Information Access: As a community member, you grant 7D VARIETY permission to collect your personal information, including name, contact details, and other relevant data for communication and content management. We are committed to ensuring the security and privacy of your personal information in accordance with our Privacy Policy.
  • Editing and Publishing of Articles: By submitting your content to 7D VARIETY, you grant us the non-exclusive right to edit, modify, and publish it on our platforms. We’ll make necessary edits for clarity, style, or grammar while preserving the integrity of your original work.
  • Copyright and Intellectual Property: By submitting content to 7D VARIETY, you affirm its originality and non-infringement of third-party rights. By agreeing to the terms, you grant 7D VARIETY an irrevocable, royalty-free license to use, reproduce, distribute, and display your content on our platforms and in related marketing materials.

By submitting this form, you signify your understanding and agreement to these terms and conditions.

قم بالاشتراك في النشرة الإخبارية لدينا!

Dates filled with wallnuts
Thank you for subscribing to our 7DVARIETY Daily Newsletter
Trusted Source

PubMed Central

Go to source