تُرى ماذا يفعل المنجنيز لجسمك! يعدُّ المنجنيز من المعادن الضرورية لصحة الجسم، وهو معدن تزر، أي يحتاجه الجسم بكميةٍ ضئيلةٍ، وعلى الرغم من تلك الكمية الضئيلة، فإنَّه محوري لإتمام عددٍ من الوظائف الفسيولوجية بالجسم، مثل: التكاثر، وتعزيز المناعة، واستقلاب الطاقة، وتحسين دور مضادات الاكسدة، وصحة العظام.

ولا يوجد قلقٌ حول كيفية الحصول على معدن المنجنيز؛ إذ يعدُّ خامس أكثر المعادن وفرةً، والثاني عشر عنصرًا وفرةً بصورةٍ عامةٍ على وجه الأرض.

تتعدد مصادر الطعام الغنية بعنصر المنجنيز، فنجد توفر المنجنيز في الطعام، مثل: البقوليات، والأرز، والمكسرات، والمأكولات البحرية، والفواكه، مثل: التمر، كذلك يمكن الحصول عليه ضمن المكمّلات الغذائية الشائعة الاستخدام يوميًا.

نستعرض لكم في هذا المقال أهمّ فوائد المنجنيز للجسم، وما هي نسبة المنغنيز في الجسم الطبيعية،  كذلك عوامل نقص المنجنيز في الجسم، فتابعوا معنا.

ماذا يفعل المنجنيز لجسمك؟

يتساءل عددٌ من الأشخاص: ما الدور الحيوي للمنجنيز في جسم الانسان؟ دعونا نوضِّح الأمر سويًا، ونطَّلع على معدن المنجنيز وفوائده التي تتضمّن ما يأتي:

صحة العظام

يُسهم معدن المنجنيز في تحسين أداء الانزيم المشارك في تكوين العظام؛ لذلك يمكن أنْ يقود نقص المنجنيز في الجسم إلى تقليل كثافة المعادن في العظام.

يجدر بالذِّكر أنّه لا توجد تجارب سريرية تصف دور المنجنيز في الجسم، خاصةً في تكوين العظام؛ إذ تبيَّن أنَّ المكملات الغذائية  لا تحتوي على المنجنيز وحده، بل يُضاف لها الكالسيوم، والنحاس، والزنك؛ لذلك نجد أنَّ الأمر يحتاج إلى عددٍ من الأدلة الدقيقة تجاه عنصر المنجنيز في الجسم، ودوره وحده في استبيان كثافة المعادن في العظام.

مرض السكري

وفقًا للإجابة عن سؤال ماذا يفعل المنجنيز لجسمك؟ تبيَّن أنّ المنغنيز يشارك في تكسير الجلوكوز والكربوهيدرات والدهون، وقد يؤثر نقص المنجنيز على تحليل الكربوهيدرات، مسببًا شذوذًا في تحمُّل الجلوكوز، وضبط  نسبة السكري. 

تجلط الدم

يعمل المنغنيز مع فيتامين k على المساعدة في التئام الجروح عن طريق تجلط الدم، ويعدُّ ردُّ فعل إيجابي يتسبب في حدوث جرح داخل الجسم أو خارجه؛ لوقف النزيف، والبدء في  مرحلة الشفاء. 

مخاطر نقص معدن المنجنيز في الجسم

يحتاج الجسم إلى المنجنيز لإتمام دور الانزيم المساهم في تكوين العظام، وضبط تكسير الكربوهيدرات، والبروتينات، والكوليسترول، إلا أنَّ الأمر لا زال بحاجةٍ إلى أدلة وأبحاث كثيرة؛ لتفسير دور المنجنيز في تحمُّل الجلكوز. 

ويعدُّ المنجيز ضمن مضادات الاكسدة تدعى ديموتاز المنجنيز، لذلك نجد دوره في محاربة الاجهاد التاكسدي، وتوازن الجذور الحرة المتسببة في تلف الخلايا وتدميرها، وإصابة الجسم بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل: امراض القلب، والسكري، والسرطان، وارتفاع ضغط الدم. 

المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بنقص معدن المنجنيز بالجسم

مثلما ذكرنا سابقًا أنّه يمكن لمعظم الأشخاص الحصول على ما يكفي من المنجنيز ضمن  نظامهم الغذائي؛ للحفاظ على مستويات صحية من هذا المعدن. وتجدر الإشارة إلى أنّه  يمكن للجسم أيضًا تخزين المنجنيز في العظام، وبعض الأعضاء، مثل: الكبد والبنكرياس، والكلى والدماغ؛ إذ يحتوي جسم الإنسان على حوالي 10 إلى 20 مللي جرامًا من المنجنيز، يخزن منها حوالي 25-40٪  في العظام لهذا السبب، ولذلك لا توجد مجموعاتٌ معروفةٌ من الأشخاص من المحتمل أنْ يكون لديهم نقص في المنجنيز.

على الرغم من أن نقص المنجنيز نادرٌ جدًّا في البشر،  ولم يتم إثبات علامات وأعراض النقص بصورةٍ مثبتةٍ علميًّا، إلا أنّه تُشير الدلائل المحدودة للغاية في البشر إلى أنَّ نقص المنجنيز قد يتسبَّب في الآتي:

•  إزالة المعادن من العظام.

• ضعف النمو عند الأطفال.
• الطفح الجلدي، وتصبغ الشعر.
• انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم.
• زيادة نشاط الفوسفاتيز القلوي لدى الرجال.
• تغيير المزاج وزيادة آلام ما قبل الحيض لدى النساء.
• تغيير التمثيل الغذائي للدهون والكربوهيدرات ويسبب تحمل الجلوكوز غير الطبيعي.

تُرى هل الحديد من اسباب انخفاض عوائد المنجنيز؟

تشير الأبحاث إلى أنّه قد ينخفض امتصاص المنجنيز إذا تم تناوله مع الأطعمة الغنية بالحديد، حيث تتنافس هذه المعادن على نفس البروتينات التي تساعد على امتصاصها في الأمعاء. 

تسمم المنجنيز 

تعدُّ زيادة المنجنيز أمرًا نادر الحدوث أيضًا، وعلى الرغم من ذلك نجد فئة من الأشخاص تعتبر الأكثر عرضة لتسمم المنجنيز، مثل: عمال اللحام أكثر عرضة لخطر استنشاق كميات سامة من غبار المنجنيز.

وتعد المستويات المناسبة من المنجنيز ضروريةً للحياة، ولكن في حالة زيادة المنجنيز في الجسم تؤدي المستويات المفرطة من المنجنيز إلى حدوث تسمم المنجنيز وتعد حالة سمّية عصبية تشبه حالة مرض باركنسون (PD)، إذ تشترك في أوجه قصور معرفية وحركية وعاطفية مماثلة.

يستهدف ارتفاع المنجنيز في الجسم الجهاز العصبي المركزي، وتتمثل أعراض زيادة المنجنيز في الجسم في الآتي:

• الارتعاش. 

• تشنجات عضلية. 

• انخفاض التنسيق بين اليد والعين. 

• قلة التوازن. 

• فقدان السمع. 

• الصداع. 

• الاكتئاب، وتغيرات المزاج.

كذلك قد تظهر أعراض تسمم المنغنيز ببطء على مدى شهور أو سنوات، وتؤدي إلى تلف الرئة وانخفاض التكاثر عند الرجال أيضًا. 

العلاقة بين معدن المنجنيز ونشاط الميتوكوندريا

تشير عديد من الأبحاث إلى مدى العلاقة بين معدن المنجنيز، وتأثيره على نشاط الخلايا العصبية داخل الميتوكوندريا، إذ وجد أنّه يتراكم معدن المنجنيز في الميتوكندريا العصبية محفِّزًا موت الخلايا، ويسهم أيضًا في إنتاج H2O2 الذي يحفز بدوره تدمير الخلايا العصبية؛ ممّا يفسِّر ظهور أعراض تشبه مرض باركنسون الذي يتميز بحدوث خلل في نشاط الخلايا العصبية. 

كذلك أُجريت دراسة على مجموعة من عمال اللحام (فئة معرضة أكثر لغبار المنجنيز) وبين مجموعة عمال إداريين لا يتعرضون لغبار اللحام، وتبيّن من تلك الدراسة أنَّ فئة عمال اللحام أكثر عرضةً لاستنشاق المنجنيز مباشرةً بما يفوق 37 مرةً المجموعة الأخرى، كما تبيين توتر أعراض الصداع النصفي لدى الفئة المعرضة لغبار المنجنيز مقارنةً بغيرها؛ ممّا يفسر العلاقة القوية بين زيادة تركيز معدن المنجنيز في الهواء، وبين أعراض الصداع النصفي، ولكن لا زال الأمر قيد الدراسة، ويحتاج مزيدًا من الابحاث ذات الأدلة الأقوى. 

معدن المنجنيز والحمل

تشير دراسة أُجريت على نطاقٍ واسعٍ بين النساء الحوامل، إلى أنّ زيادة المدخول اليومي من عنصر المنجنيز يُسهم بصورةٍ كبيرةٍ في الولادة المبكرة، ولاسيّما في المرحلة الثانية من الحمل؛ لذلك يُرجى توخّي الحذر، ومعرفة الأطعمة الغنية بالمنجنيز، وتجنّبها في أثناء مدّة الحمل، كذلك معرفة القدر المسموح به يوميًا من تناول معدن المنجنيز، وهو ما سنوضحه لكم في السطور القادمة. 

الكميات الموصى بها

يحتاج الجسم إلى كميةٍ ضئيلةٍ من المنجنيز، فنجد أنَّ الكمية اليومية الموصى بها هي 2.3 مجم يوميًا للرجال، و1.8 مجم يوميًا للنساء، ويمكن الحصول عليها بوفرة من الطعام.

تتضمن أهم الأطعمة الغنية بالمنجنيز على الآتي:

• الفاصولياء.

• المكسرات.

•  الشاي.

•  الحبوب الكاملة.

• المحار.

• بعض الفواكه، مثل: التمر؛ إذ يحتوي التمر على كمية معتدلة من المنجنيز، وتوفر مائة جرام من التمر أكثر من 15% من كمية المعادن الموصى بها يوميًا. 

ويُجدر بالذكر أنّه لا يقتصر التمر على احتوائه على المنجنيز فقط، بل إنَّه يمتلك مميزات عديدة، مثل:  احتوائه على الألياف، والفيتامينات المهمة للجسم، مثل: فيتامين B1، B2، وعددٍ من المعادن والعناصر الغذائية المهمة للجسم، مثل: الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى كونه مصدرًا جيدًا للبروتين في بعض الأنظمة الغذائية المتبعة، مثل: النظام الغذائي النباتي.

كذلك يمتلك التمر مؤشرًا جلايسيميًّا منخفضًا (GI)، ممّا يجعله لا يسبب ارتفاع في نسبة السكر في الدم، ويجعل بعض الأنواع منه مناسبةً للنظام الغذائي المتبع للرجيم، أو مريض السكري.

وإليك عزيزي القارئ قائمة بأهمّ مصادر الطعام، ومحتواها من المنجنيز بالملليجرام.

في الختام، وبعد التعرّف على ماذا يفعل المنجنيز لجسمك؟ يمكنك عزيزي القارئ حصر فوائد المنجنيز للجسم، والتي تتمثّل في مساهمته المحورية لتحسين صحة العظام، وتحسين نسبة السكري، ودوره ضمن مضادات الاكسدة و محاربة الجذور الحرة المدمرة للخلايا، كذلك ننصح بإدراج التمر ضمن النظام الغذائي المتبع، لما يحتويه من كمياتٍ مناسبةٍ من المنجنيز، كما أنَّه يعدُّ ضمن الأطعمة التي تملك مؤشرًا جلايسيميًّا منخفضًا، وهو ما يؤهّله لسهولة الانضمام إلى أيّ نظام غذائي متبع، وذلك لعدم تسببه في رفع نسبة السكر في الدم، ولاحتوائه على عديد من الفوائد المتمثلة في المعادن والألياف والفيتامينات المهمة للجسم، مثل: فيتامين B2، B1، ومضادات الاكسدة.